تَزوّجت شيعياً

تزوجت شيعياً ـ قصة واقعية

وانا اتصفح الانترنت شاهدت مقطعا للملعون أمير القريشي وقد سأله أحد متابعيه عن حكم زواج الشيعي من فتاة سنية وقد أجابه بالجواز ولكن بشروط أولها أن يأمن على نفسه وعلى أولاده بأن يكونوا على الشرك يصبحون بلعن خيار الصحابة وامهات المؤمنين ويمسون على لعنهم وسبهم، والشرط الثاني بأن يجعلها شيعية وتترك الدين الإسلامي، وشروط أخرى مخالفة للدين الإسلامي، هذا الامر دفعني بأن اكتب عن قصة صديقتي التي كانت ضحية للشعارات الموهومة والوعود الكاذبة والكلام المعسول وتهاون الاهل واولياء امرها إضافة الى جهلها بمعتقدات هذا الدين. تقول:

لطالما كان حلمي عالم ثانٍ بعيد عن هذه الفوضى والبلبلة، حبيبٌ يفهمني يعشقني يحضنني إذا أحس بخطر يلحقني، تمنيت ان يكون لنا عالم غير هذا العالم المضطرب نكسر قيود المذهب والمسميات ونبني علاقتنا على الهوية العراقية وعلى الهوى العراقي، نرسل للعالم اجمع بأن اختلاف المذهب لا يمنعنا من الحب وان السياسة ما خلقت الا لتدمير العلاقات والروابط الاجتماعية، وبأن الحب كفيل بأن يجمع القطبين السني والشيعي تحت سقف واحد.

بعد أن اقنعت قلبي وعقلي بهذا الحب جاء دور اسرتي بأن يقتنعوا ويوافقوا على زواجنا، بعد محاولات كثيرة استطعنا اقناع والدي وأهلي بهذا الزواج، وبسبب الخلافات التي دارت بين والدي وعائلته تنازلنا عن حفل زفاف واكتفينا بحفل بسيط جدا في منزلنا مع احدى عماتي، فرحتي بهذا اليوم وبهذا الحفل البسيط كانت اشبه بفرحة السجين لخبر الافراج عنه، وأخيرا فك اسري من القوقعة التي حبسوني فيها، سعيدة لدرجة التي لم أكن أرى كل هذا السواد والأخطاء الواضحة أمام عيني.

ليلة واحدة فقط أصبحت فيها امرأة حرة شعرت بالحب والحنان وكأن جل احلامي قد تحقق، تلك الليلة كانت بداية النهاية، بداية الموت، بعد يومين من زواجنا انقلبت حياتي الى كابوس، لا استطيع البقاء ولا قادرة على الهروب منه، ماذا أقول لابي ولإخوتي؟! ماذا أقول للناس؟! كلما نظرت اليه وكأنني أراه لأول مرة، أسلوبه طريقة كلامه وكذا ملامح وجهه قد تغيرت! لا أدري ان كنت أعمى البصر والبصيرة أم كان ممثلا بارعا يستحق جائزة الاوسكار على تمثيله! جف الدم في نبضي وبدا قلبي يضخ الجليد حتى ما عادت المشاعر في داخلي قادرة على المبادرة وكأن كتلة بحجم الارض تحبس انفاسي لا استطيع الخلاص.

استمر الحال أشهر، اتصل بي وطلب مني ان احضر له حقيبة السفر، طلبت الذهاب معه فرفض، في اليوم الذي سافر فيه جاء ابوه ليذهب بي الى منزلهم البعيد عنا، رفضت الذهاب معه الا انه اصر بأن لا يذهب من دوني، خدعني بلسانه المعسول ووعدني بأن يأتي بي الى اهلي قبل الغروب، وعليه ذهبت معه.

لم اكن لأعلم بأن مكيدة ما تنتظرني هناك، بعد التهليل والترحيب المبالغ به على غير عادتهم بدأ عقلي بطرح استفهامات كثيرة التي لا يمكنني طرحها، جاء أخوه الأكبر ليأخذني معه، الى اين وكيف ولماذا لا أحد يرد على تساؤلاتي والجميع ينظر الى كبير العائلة _ابوهم_، هرعت اليه ما الخطب عمي؟ فرد علي بصوت مرتفع ستمكثين فترة غياب زوجك مع عـلي _الأبن الاكبر_ الذي سبق وان انفصل عن زوجته، فبعدما رأوا ردة فعلي قاموا بضربي ضربا مبرحا لدرجة فقدت الوعي وسقطت مغشيا علي، نقلت على اثره الى المستشفى اغلقوا ملف المستشفى بأن الحادث حدث بين الزوجين، ...

انهالت دموع سارة وعبراتها منعتها من الكلام، خيبة سارة مشترك فيها أهلها كذلك لأنهم قصروا في توعيتها حتى وقعت في مستنقعهم، فالفرق بيننا نحن المسلمون وبين الشيعة لم يكن في هيئة الصلاة وليس منحصرا في حب الصحابة واهل البيت، الاختلاف أعمق بكثير، ففي الدين الإسلامي الحمو يعني الموت، والحمو ينظر الى زوجة الأخ على أنها شرفه يصونها ولا ينظر إليها فهي تعد من المحارم، أما في الدين الشيعي لا يوجد أي معنى للمحارم، فهذا الامر عظيم جدا يجب الانتباه اليه والحذر منه.

ولكن كل ما استطيع قوله هو، لعن الله الشعارات الكاذبة ولعن قائلها ومرددها سارة ضحية الشعارات المنافقة التي يستخدمون فيها التقية التي تعد اداة ووسيلة لإبادة السنة لا غير، كثيرة هي الحوادث والوقائع التي حدثت ولازالت تحدث ولكن بسبب بيئتنا المحافظة نكتم عليها خوفا من الفضائح واللغط، نصيحتي لأولياء الأمور لا تجعلوا من اولادكم محل تجارب، عليكم بتوعيتهم وارشادهم ولا تسمحوا لهم باختيار شريك/ـة حياتهم من دين الشرك والكذب والتقية، فالقصص والوقائع بهذا الخصوص كثيرة جدا، مقالتي كانت عن سارة قصتها حقيقية وانا شاهدة عليها، اخبرتني قصتها وفي داخلها غصة وحرقة فتاة عشرينية ان نظرتم اليها تبدو أكبر بكثير، تقول: كل الذي أعرفه هو انني كبرت قبل الأوان، فتاة عشرينية أبدو وكأني شيخة أعيش الشيخوخة المبكرة، أصبحت كالمومياء تخاف منها الراحة فتهرب بعيدا، انا مجبرة ومرغمة على العيش من أجل والدتي ومجبرة على التعايش مع هذا الحال عاجزة عن إحداث أي تغيير امام الحواجز والعقبات التي فرضته الظروف عليّ وأصبحت مقيدة عن ممارسة الحياة.


الله الله في أولادكم ارشدوهم علموهم العقيدة الصحيحة السليمة وحذروهم من آفة الشيعة والتشيع.



بقلم : عائشة الحسن