الدولة العثمانية بأقلام تركية
مما لاشك فيه أنه من خلال دراسة تاريخ هذه الدولة يتبين للباحث أنها دولة قامت منذ نشأتها وحتى يومنا هذا على التصوف المغالي القائم بدوره على الشرك والخرافة والبدعة والغلو.. وهذا كبير مؤرخيهم يلماز أوزتونا في كتابة (تاريخ الدولة العثمانية ) يذكر أن التصوف قطعة لاتتجزأ من حياة العثماني ولايمكن الأستغناء عنه ، وستجد تكية صوفية في كل مدينة وقصبة تركية . أما المؤرخ والسياسي التركي الشهير محمد فؤاد كوبريللي فذكر في كتابه (قيام الدولة العثمانية ) إن أسلام هؤلاء يعني بذلك الأتراك الأوائل لم يكن سنياً خالصا ولكنه ملفقاً من التقاليد القديمة يغطيها طلاء صوفي. وهوى يقصد بهذه التقاليد .. الشامانية والشعوذة ثم يأتي المؤرخ التركي خليل ابراهيم إنالجيك ويقرر في كتابه ( تاريخ الدولة العثمانية من النشوء الى الأنحدار) أن الأتراك في أول أعتناقهم للإسلام كانوا دروايشا يحملون حول أعناقهم الأجراس وبقايا العظام ويحلقون لحاهم ويرسلون شواربهم ويحملون في أيديهم سيوفاً خشبية.. ويتضح مما قاله مؤرخيهم أن هذه الدولة منذ قيامها أرتكزت على العقائد الباطنية التي في أصلها عقائد وثنية وليس كما يتشدق المتشدقون أنها في أول أمرها قامت على العقيدة الصحيحة وحاربت البدع وفتحت البلدان ونشرت الإسلام ووقفت في وجه الأطماع الصليبية، بل أننا وجدنا البلدان الإسلامية تتساقط تباعا بدايتاً في الأندلس مرورا بالشمال الأفريقي وصولا الى مصر ثم ختموا ذلك بتسليم ليبيا لأيطاليا بموجب اتفاقية ( أوشي لوزان) في عام 1912 ميلادية ذكر ذلك المؤرخ الليبي الطاهر أحمد الزاوي في كتابه(ولاة طرابلس من الفتح العربي إلى نهاية العهد العثماني )..
الأستاذ: محمد الزغيبي.
إرسال تعليق