إسكات العلج الأجرب.. صاحب كلاب الحوأب

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا العظيم محمد وعلى ازواجه امهات المؤمنين وعلى صحابته الميامين وكل من تبعه الى يوم الدين .. وبعد

أمَرَنا الله تعالى بالتَّثبُّت مِنَ الأخبار والآثار، وألَّا نرْكَنَ إليها حتَّى يَظْهرَ صِدْقُها، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦)} [الحجرات] كما أمر النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ أَحَدٍ بالتَّثبُّت فيما يحكيه، والاحتياط فيما يرويه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " كَفَى بِالمرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ".

فلا يجوز لمؤمن أن يروي أيَّ خَبَر إلَّا عن ثِقَة مَحْض، ولا أنْ يحدِّثَ بأمر إلَّا بعد أنْ يتوقَّفَ فيه ويعرف حال راويه، فالإسلام جعل الكلمة مسؤوليّة، قال الله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)} [الصّافات] أي عن أفعالهم وأقوالهم.

وإذا كان مِنَ الكذب أنْ يحدِّثَ المرْءُ بكلِّ ما سمع دون أن يتحقَّق، فمقتضى ذلك أنَّ من الكذب كذلك أن يذيع كلَّ ما يقرأ، لا يبالي مِنْ أين أخذه وفيما نشره.

والكذب: هو الإخبار عن الشَّيء بخلاف ما هو في حقيقة الأمر، ولا يشترط فيه القَصْد والعَمْد، لكن العمد شرط للإثم، كما أخبر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ومَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"

فلا تأْخُذْ كلاماً على عَواهِنه مِنْ غير سَنَدٍ ولا دليل، ولا تَقُل قَال - صلى الله عليه وسلم -، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يَقُل، ولا تكن عوناً للكذَّابين على نشر كذبهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتكون أحد الكَاذِبِين.

وكم رجُلٍ يجادلك بخبرٍ سمعه، أو بقولٍ قرأه، أو بحديث ذُكِر له، أو برواية لا سَنَدَ لها، أو لا ثَبْتَ فيها، وهو يجهلُ أنَّ الله تعالى جعل لنا قاعدةً نركنُ إليها، وآيةً نأوي إليها، فقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (٦)} [الحجرات]، فنحن لا نقبل كلاماً إلَّا بدليل جَازِم وبرهان حَازِم، ومن لم يتبيَّن الدَّليل ضلَّ السَّبيل.

لقد تمادى اهل الباطل في طعنهم بأم المؤمنين عائشة وتخطئتها يوم تصدت للفئة الظالمة التي اغتالت أمير المؤمنين عثمان بن عفان، الذين سلموا عقولهم لمرويات المجوس وبني العباس الذين بذلوا الأموال من اجل تزوير التاريخ واخفاء الحقائق والوقائع التاريخية وتخطئة كل من خالف علي بن ابي طالب، فكانت اول شخصية تعرضت للتشويه هي: العظيمة أم المؤمنين عائشة عليها السلام وعلى زوجها الصلاة والسلام. هي حبيبة رسول الله وبنت ابو بكر الصديق رضي الله عنه.

حديث مفكك اللفظ مهلهل النسج ( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب … تنبح عليها كلاب الحوأب ).. روي بألفاظ مختلفة بعضها اسوأ من بعض.

الأول : رواية احمد ( المسند ) فيها قيس بن حازم، اذ لم يشهد الحادثة وقد ذكر ذلك علي بن المديني في ( العلل ص 50 ). وقيس بن حازم ضعفه يحيى بن سعيد وغيره قالوا عنه: منكر الحديث. وضعفه أيضاً ابن حجر ( تهذيب التهذيب 388/8 ).

الثاني : رواية البزار..

فيها عصام بن قدامة، اعله ابو حاتم وابو زرعة بالتفرد ( علل ابي حاتم 589/6 ) وقد عد ابو زرعة هذا الحديث منكرا.

فيها عكرمة مولى ابن عباس، وهو كذاب وممن رماه بالكذب ( الذهبي ميزان الإعتدال 93/3 ) و كذبه ايضا كل من : يحيى بن سعيد الانصاري ومحمد بن سيرين ومحمد بن سيرين وابن المسيب ومالك بن انس. وقد ضعفه العقيلي ( الضعفاء الكبير 373/3 ).

الثالث : رواية ابن جرير الطبري، فيها اسماعيل بن ابي موسى الفزاري.. قال فيه ابن عدي : انكروا منه الغلو في التشيع( العواصم من القواصم لابن العربي ص161 ). وفيه علي بن عباس الأزرق ( ضعفه النسائي ) وعلي هذا رواه عن مجاهيل .

هذا الحديث رغم بطلانه وفيه طعن و إساءة لأم المؤمنين عائشة.. إلا انه يذكر على اغلب المنابر ويرويه دعاة الفضائيات المتشيعين المقدسين لعلي بن ابي طالب وابناءه والمخطئين لأمهات المؤمنين وبقية الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعاً.