جرائم العباسيين في مدينة الموصل (قتل العرب واغتصاب العربيات)
ولى أبو العباس السفاح أخوه يحيى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب على الموصل..
وكان سبب ذلك أن أهل الموصل امتنعوا من طاعة محمد بن صول ، وقالوا : يلي علينا مولى الخثعم ، وأخرجوه عنهم . فكتب إلى السفاح بذلك ، واستعمل عليهم أخاه يحيى بن محمد وسيره إليها في اثني عشر ألف رجل .
فنزل قصر الإمارة مجانب مسجد الجامع ، ولم يظهر لأهل الموصل شيئا ينكرونه ، ولم يعترضهم فيما يفعلونه ، ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلا ، فنفر أهل البلد وحملوا السلاح ، فأعطاهم الأمان ، وأمر فنودي : من دخل الجامع فهو آمن ، فأتاه الناس يهرعون إليه ، فأقام يحيى الرجال على أبواب الجامع ، فقتلوا الناس قتلا ذريعا أسرفوا فيه ، فقيل : إنه قتل فيه أحد عشر ألفا ممن له خاتم وممن ليس له خاتم خلقا كثيرا . (يعني الأعيان الذين لهم أختام)
فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن ، فسأل عن ذلك الصوت ، فأخبر به ، فقال : إذا كان الغد فاقتلوا النساء والصبيان . ففعلوا ذلك ، وقتل منهم ثلاثة أيام ، وكان في عسكره قائد معه أربعة آلاف زنجي ، فأخذوا النساء قهرا .
فلما فرغ يحيى من قتل أهل الموصل في اليوم الثالث ركب اليوم الرابع ، وبين يديه الحراب والسيوف المسلولة ، فاعترضته امرأة وأخذت بعنان دابته ، فأراد أصحابه قتلها فنهاهم عن ذلك ، فقالت له : ألست من بني هاشم ؟ ألست ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أما تأنف للعربيات المسلمات أن ينكحهن الزنج ؟ فأمسك عن جوابها ، وسير معها من يبلغها مأمنها ، وقد عمل كلامها فيه . فلما كان الغد جمع الزنج للعطاء ، فاجتمعوا ، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم .
وقيل : كان السبب في قتل أهل الموصل ما ظهر منهم من محبة بني أمية ، وكراهة بني العباس
الكامل في التاريخ ابن الأثير حوادث سنة 132 هـ
الأستاذ : ابراهيم بالحمر
إرسال تعليق