قصة منافرة عتبة بن ربيعة والفاكه بن المغيرة الشهيرة
هي من الروايات التي لا تثبت وكان أول من أوردها المولى محمد بن حبيب البغدادي الهاشمي بالولاء وهو أحد موالي بني العباس توفي سنة 245 هـ ، أوردها في كتابه "المنمق في أخبار قريش" ص 109 - 110 .. وقد نقلها بالسند الآتي :
حدَّثني أبو السكين زكريا بن عمر بن حصن الطائي قال : حدَّثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن حارثة ، قال أبو سعيد السكَّري ، وحدَّثني أيضاً أبو السكين الطائي قال أبو بكر - يعني الحلواني ، وحدَّثني أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد قال حدَّثنا أبو السكين الطائي بإسناده قال : "القصة كما في الصور أدناه"
- نقد السند :
1 - زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن الطائي ، أبو السكين الكوفي نزيل بغداد المتوفى سنة 235 هـ ، وقيل 251 هـ !!
اقوال بعض أهل الجرح والتعديل فيه :
قال البرقاني : سمعت الدارقطني يقول : زكريا بن يحيى الطائي متروك [تهذيب التهذيب (1/ 634)]
في كتاب ابن أبي حاتم : زكريا بن يحيى بن عمر روى عن عم أبيه ، روى عنه الزعفراني ، ولم يذكر فيه شيئاً ، فكأنه ما عرفه جيداً [تهذيب التهذيب (1/ 634)]
قال ابن حجر فيه : صدوق له أوهام [تقريب التهذيب (1/ 340)]
2 - زحر بن حصن الطائي ..
قال عنه الذهبي في الميزان : زحر بن حصن عن جده ، وعنه أبو السكين الطائي ، « لا يُعرف »
3 - حميد بن منهب بن حارثة الطائي :
ذكره ابن عبد البر في الإستيعاب في معرفة الأصحاب ، ونقل عنه ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة :
لا تصح له صحبة ، وإِنما سماعه من عثمان ، وعلي ، لا أعرف له غير ذلك ، قال : وقد ذكره قوم في الصحابة ، ولا يصح ..
والطريق الآخر المذكور في الإسناد ينتهي أيضاً إلى أبو السكين الطائي بسنده !!
- منتهى الرواية عند حميد بن منهب بن حارثة الطائي المختلف في صحبته وهو بالتأكيد لم يعاصر هذه الحادثة المزعومة فإذاً الرواية منقطعة السند ، وهنا يتبين الوضع فيها .. انتهى !!
• ملاحظة : شخصية الفاكه بن المغيرة المخزومي لا يُستبعد أنها شخصية وهمية لا وجود لها على الحقيقية ، حيث لا توجد له ترجمة في كتب السير ولا يُعرف له أثر إلَّا هذه القصة "المصنوعة" في أقبية الكوفة .. فكيف لرجلٍ مثله يتضح من خلال القصة أنه من سادات مكة وهو من بني مخزوم القطب الآخر في قريش المنافس لبني عبد مناف على سيادة مكة ، وهو أخو الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم ومن سادات واشراف مكة والعرب ، وكان متزوجاً "كما في القصة" من السيدة هند رضي الله عنها « وهي من عقائل نساء العرب عامة وقريش خاصة » بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أحد اشراف العرب وحكمائهم "انتهت إليه سيادة عبد شمس في زمانه" ، وكما هو في القصة المزعومة أن الفاكه له دار تغشاه قريش فإذاً هو سيد معلومٌ فيهم فكيف يكون خامل الذكر بعد ذلك ولا يُذكر عن سيرة حياته شيء سوى هذه الأُقصوصة وبعدها يختفي نهائياً ويتبخَّر ؟!!.
الأستاذ: وليد الزهراني
إرسال تعليق