مسلسل معاوية - الحلقة الخامسة - نقاط مهمة
كانت الحلقة الخامسة رائعة من كافة الوجوه (نعم أقر واعترف بروعتها ) وفيها من الإيجابيات الكثير..
1-استشعار معاوية للخطر الذي احدق على ممرات التجارة الشامية والعراقية والرومية والفارسية والعربية وتكدس التجارة معناه انخفاض مداخيل الدولة وانخفاض مداخيل الدولة يؤدي إلى عدم قدرتها على الاستمرارية في تأدية مهامها وأيضا توظيف التجار كعيون وباب العيون والجواسيس يحتاج مساحة منفصلة لتدرك عمق معاوية في إدراكه لكن الإشارة إليه هنا مهمة ورائعة, حتى في قضية التحقيق واستخلاص المعلومات .
2- إبراز الحوار بين عمر ومعاوية
وقلت ونقلت أنه ما من وال لعمر حتى سعد بن أبي وقاص إلا وقد تعرض لنقد أو عزل أو لفت نظر أو غيره من عمر أو مقاسمة مال إلا معاوية وفي هذا دليل أن عمر وجد فيه الكفاية التامة الكاملة .
3- بناء الأسطول البحري هذه القضية أعمق مما يروج له حتى بعض المؤرخين ذلك أنهم يقرنون المعارك البحرية بالجبهة الشامية فقط وإشكالية البحر كانت في مسألة سواحل الحبشة وخطرها وخطة الالتفاق الرومي على المسلمين عبر حليفهم الحبشة والدخول للجزيرة من بوابة اليمن
أما البحر وركوبه فقد عرف من زمن النبي
- كان للنبي سرية انطلقت من جُدّة هي سرية علقمة المدلجي سنة 9 هـ لخطر بحري قادم من الحبشة
- كانت هناك محاولات التفاق بحرية قام بها الفرس في الخليج تصدى لها عرب الخليج بحريا وفتحت على إثره جزر الخليج كهرمز وقيس وغيرها زمن عمر بن الخطاب
- تخوف عمر بن الخطاب من جهة البحر سببه أن هناك وقعة في اليمن هلك فيها المسلمون لما خرجوا للتصدي لهجوم حبشي بحري ما دفع عمر حتى لنقل نصارى نجران للعراق وترحيلهم, وهذا سبب تخوف عمر من البحر فأوقف الغزو فيه , إضافة أن خطر سواحل الحبشة وقراصنتها استمر قلقا على الدولة العربية الإسلامية حتى قضى عليه عبدالملك بن مروان لاحقا .
4- أظهرت الحلقة رواية صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة وعبدالرحمن بن عوف في أن أهل المدينة اختاروا عثمان بالإجماع ولم يختاروا عليا , على عكس ما كان يروج أنه تفاضل الاثنان , فأفضلية عثمان على علي مفروغ منها وهذا هو الخبر الصحيح
5- أحسن المخرج في تصوير علي بن أبي طالب بتلك اللقطات التي تظهر شيئا في نفسه لأن رواية البخاري السالفة أثبتت أن عبدالرحمن بن عوف كان متخوفا من علي بن أبي طالب شيئا في نفسه وتثبت عليه ذلك .
5- وردت إشارة لشخص يعده علي بن أبي طالب صغيرا لأمر وهو أحد قتلة عثمان (محمد بن أبي بكر ), لكن لا نعلم هل يخبئ المخرج لنا مفاجئة في ذلك نرجو أن نكون كما ثبت عن هذا القاتل محمد بن أبي بكر .
6-حوار علي مع ابن عباس لم أقف شخصيا فيه على خبر لكن هذا الحوار يظهر لنا ما ثبت في الصحيح من اعتصام البيت الهاشمي بشقيه ( عباس بن عبدالمطلب + علي بن أبي طالب ) ومطالبتهما بالخلافة منذ موت النبي والأحاديث في ذلك ثابتة في الصحيح عن تأخرهم عن بيعة أبي بكر واختلافهما في قضية فدك زمن عمر , وأيضا فيه إشارة لجذور الخلاف العباسي العلوي الذي انفجر لاحقا وكان دمويا مميتا شنيعا بين الطرفين .
7- منذ مقتل عمر أظهرت الحلقة استشعار معاوية للخطر المقبل على المدينة وهم من أسلم حديثا , هذا الخطر الذي استشعره معاوية سبقه في المشاهد الخطر الداخلي الأصلي وهو رغبة الجناح الهاشمي ممثلا بعلي بن أبي طالب في السلطة .
الأستاذ : ابراهيم بالحمر
إرسال تعليق