العمل .. لا اللّقب

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق


العمل .. لا اللّقب

استوقفني أثناء تدبّر كتاب الله أمرٌ تكرّر في موقعين، الأول في سورة غافر من الآية 28 إلى الآية 45، والموقع الثاني في سورة يس من الآية 20 إلى الآية 27:


1- {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28).... فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب45)} (غافر: 45_28).


2- {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ    اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)} (يس: 27_20).   

                       

موقفان عظيمان وقفهما هذان الرجلان وهما يحاججان بحكمة ويدعوان إلى الإيمان قوماً ظالمين يعبدون ما دون الله.


في سورة غافر كان آل فرعون يعبدون فرعون وفي سورة يس كان القوم يعبدون الأصنام. ما يهم في هذين الموقفين أنَّ الله سبحانه لم يذكر لا اسم الرجل الأول ولا الثاني بل ذكرهما بلفظة "رجل" في السورتين رغم أنّهما وقفا تلك الوقفة الشجاعة مع الحق في سبيل الله وهما يعلمان أنَّ حياتهما على الأغلب ستكون الثمن (وحسب ما قرأت في أكثر من تفسير هذا ما كان مع الرجل الثاني المذكور في سورة يس بينما هرب الرجل الأول المذكور في سورة غافر وأنجاه الله من كيد فرعون وقومه الظالمين).


لم يذكر الله اسميهما لكن خصَّهما في كتابه الحكيم لعِظم موقفيهما بعدد من الآيات ستُتلى إلى يوم الدين (حوالي 18 آية للرجل الذي في سورة غافر و7 آيات للرجل الذي في سورة يس). بيّنت تلك الآيات شجاعتهما في الصدح بالحق في وجه مَن لا يخاف الله وعظيم أجرهما عند الله على ما عملاه في سبيله؛ لأنَّ العمل هو ما يبقى ويثقل في الميزان الإلهي وأمّا عدم ذكر اسميهما فلم ينقص لا من قدرهما ولا أجرهما عند الله، ولو كان الاسم واللقب هو ما يهم عند الله لما ذكر اسم فرعون ولم يذكر اسميهما؛ فالأسماء لا تزيد مَن تملّص ولا تُنْقِص ممَّن عمل ولله أخلص.


الأستاذ : فراس الخطيب


قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث