يوم الدار والبيت الهاشمي
بعد رواية الأمس حول إطاعة علي بن أبي طالب لرؤوس الطائفة الملعونة قتلة عثمان من الخوارج في المدينة قبل توجهه للكوفة وحواره مع عبدالله بن عباس وخوف ابن عباس من رمي عليّ له للشام لمواجهة معاوية من أن يقتص معاوية بابن عباس بدلا عن عثمان
نثبت أن الاتهام بقتل عثمان بن عفان شمل البيت الهاشمي ككل من الصحابة فأخو عثمان وهو الوليد بن عقبة بن أبي معيط رضي الله عنه اتهم الهاشميين وعلي بن أبي طالب بقتل عثمان فقال
بنو هاشم ردوا سلاح ابن أختكم
ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بنو هاشم كيف الهوادة بيننا
وعند عليٍّ درعه ونجائبه!
بنو هاشم كيف التودد منكم
وسيف ابن أروى فيكم وحرائبه
بنو هاشم إلا تردوا فإننا
سواء علينا قاتلاه وسالبه
بنو هاشم إنا وما كان منكم
كصدع الصفا لا يشعب الصدع شاعبه
قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه
كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
فرد هاشمي على الوليد بن عقبة رضي الله عنه وهو عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بأبيات من جملتها:
فلا تسألونا سيفكم إن سيفكم
أُضيع وألقاه لدى الروع صاحبه
وشبَّهتَهُ كسرى وقد كان مثله
شبيها بكسرى هديه وضرائبه
أي أن عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب كان يرى عثمان كافرا، كما كان كسرى كافرا.
وكان أبو جعفر المنصور إذا أنشد هذا الشعر يقول: لعن الله الوليد! هو الذي فرق بين بنى عبد مناف بهذا الشعر!
وقد نسبها المسعودي إلى الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، وذكر بعد البيت الأول:
فهم سلبوه سيفه وحرائبه
وكان ولي الامر بعد محمد
علي وفى كل المواطن صاحبه
علي ولي الله أظهر دينه
وأنت مع الأشقين فيما تحاربه
وأنت امرؤ من أهل صفواء نازح
فمالك فينا من حميم تعاتبه
وقد أنزل الرحمن أنك فاسق
فمالك في الاسلام سهم تطالبه
وممن لمّح بذلك أيضا حكيم بن حزام رضي الله عنه فقال
أيا من ذا عذيري من علي
طوى كشحا وعثمان قتيل
تعاوره السيوف وناصروه
من الأحياء كلهم قليل
تبرّى الناس منه غير رهط
أجابوه عزيزهم ذليل
تواصوا بالحفاظ فأدركتهم
مناياهم وأنفسهم تسيل
وَقَالَ مَرْوَان بن الحكم وهو ممن صرّح
إن تكن يَا عَليّ لم تصب الْمَقْتُول
جَهرا أصبته أَنْت سرا
إِن عمارا الَّذِي قتل الشَّيْخ
وَهَذَا مُحَمَّد قد أقرا (محمد بن ابي بكر)
بِالَّذِي يُوجب الْقصاص على النَّاس
وَلَو حاذر الْقصاص لفرّا
يَا بن أبي طَالب جدعت بِهِ الْأنف
وأبقيت بعد شرا شِمرّا
قتلوا وَالَّذِي يحجّ لَهُ النَّاس
بريّا من الْفَوَاحِش برّا
أقرب النَّاس بِالْمَدِينَةِ خيرا
لقريب وَأبْعد النَّاس شرّا
إن أعش أَو يَعش مُعَاوِيَة الْعَام
تذق طعم مَا جنوا لَك مرا
وَقَالَ صَفْوَان بن أُميَّة بن صَفْوَان الجُمَحِي يُخَاطب عليا بن ابي طالب
إِن بني عمك عبد الْمطلب
هم قتلوا عُثْمَان من غير كذِب
ظلما وعدوانا بِلَا دم طُلب
وَأَنت أولى النَّاس بالوثب فثِب
قلت
والذي يظهر لي أن الأمويين المروانية يتحملون نتيجة خطأ إتلاف كتب أبان بن عثمان بن عفان التي حوت هذه الحقائق بحجة أنهم بنو عمومة من بني عبدمناف، وتلك أمة قد خلت
والروايات التي تتهم علي بن أبي طالب متعددة منها رواية لنائلة زوجة عثمان اتهمت علي بن ابي طالب بأنه هو من أمر المصريين بقتل عثمان وبعثت بذلك لمعاوية بن ابي سفيان، والثابت أن من باشر قتل عثمان هم المصريين
فكتب أبان بن عثمان مفقودة وعندما استتب الامر للأمويين اتلفوها
ويظهر لي أن فترة الإتلاف الاموي لها هي زمن سليمان بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز بحجة ان ما فيها يشق قريش ويؤلب على بني العمومة، وهي نفس إشارة أبي جعفر المنصور أعلاه
ونلاحظ ظل الهاشميون في كمون إلى زمن هشام بن عبد الملك فبرز قرن زيد بن علي ثم لم يبرز قرن اي هاشمي اخر
بمعنى هناك شبه اتفاق اننا نكمن ونهدأ مقابل محو هذا التاريخ ، فإذا قسنا فترة كمون الطالبيين زمن بني أمية بفورانهم وثوراتهم المستمرة على بني العباس لرجح لدينا ذلك
فبنو أمية ظلوا في حرب مع الخوارج ومع ابن الاشعث ويزيد المهلبي وثورات للبربر والترك المتعددة ومع ذلك لم يثر من الطالبيين سوى زيد بن علي حصرا، رغم أنه كان بإمكانهم استغلالها
بينما زمن العباسيين استمر الصراع الطالبي العباسي دهرا متعاقبا مستمرا دمويا لا يهدأ زمنيا ولا مكانيا، وصل لمعظم أصقاع العالم القديم
وللحديث بقية
الأستاذ : ابراهيم بالحمر
إرسال تعليق