حراس وثنية "ال البيت"
لا تخافوا على دين الله من نسف الخرافات، ولا من نبش التاريخ لتتبّع الروايات المكذوبة. فدين الله محفوظ، 'فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض'. يخوفونكم ـ حراس وثنية "آل البيت" ـ من الاقتراب من الأساطير والأكاذيب التي نسجت حول السلالة، بحجة أن في ذلك تماديًا وطعنًا في علماء الحديث، وقد يؤدي إلى إبطال الأحاديث الصحيحة، ثم إلى نسف الدين! وهذا باطل لا أصل له؛ فالصحيح لا يبطل بالتحقيق العادل، والبريء لا يتهم بالتحري المنصف. لا يخشى انكشاف الحقيقة إلا المذنب، ولا يخاف تسليط الضوء إلا اللص. والشجرة الطيبة لا تحتاج إلى تفحص جذورها، فثمرها وظلها وعرفها يدل عليها من بعيد؛ على عكس الشجيرات والحشائش الضارة، التي تغطي مساحات واسعة، ولا خير فيها لا للأرض ولا للإنسان. إنما خافوا على الخرافات من السقوط، وعلى الشجيرات الضارة من الاقتلاع، فراحوا يقدسون الكتب التي غزتها وانغرست فيها، لا خوفًا على الصحيح الثابت كالجبال، الواضح كالشمس، الفارع كالشجرة الطيبة، بل على الضعيف الواهي، كشجيرات مجتثة، التي يكفي أن تنظر إليها بعين المتفحص اللبيب حتى تتبدد كالغبار، أو تنزوي مدحورة إلى سلة الأوهام وبرميل المكذوبات! فلا تستسلموا للخوف المصنوع، ولا تُخدعوا بزيف الهيبة، ولا تجعلوا من قداسة الأسماء غطاءًا لستر الأوهام. افتحوا نوافذ العقل، وأوقدوا مصابيح التمحيص، فما كان من الحق فسيزداد رسوخًا، وما كان من الزيف فمصيره التبدد والاضمحلال، والله متم نوره، ولو كره حراس الظلام.
الأستاذ : عبدالكريم عمران
إرسال تعليق