الزيدية الجارودية: أصول الإمامة ومشروع الهيمنة
تقوم الزيدية الجارودية – وهي الزيدية الوحيدة الفاعلة في اليمن منذ قدوم الهادي الرسي حتى حركة الحـ.وثي – على عقيدة أن الأمة لا تملك حق اختيار الإمام، بل إن الإمامة بالنص، محصورة في ذرية الحسن والحسين، ولا تتحقق إلا بالخروج والقتال.
أبرز أصول الإمامة الجارودية:
1. حصر الإمامة سلاليًا في "البطنين"، دون سواهم من الأمة.
2. شرطية الخروج والقتال لنيل شرعية الإمامة، وتكفير من يبايع غير الخارج.
3. الإمامة بالنص الوصفي والجلي، لعلي وابنيه الحسن والحسين، ثم لزيد بن علي.
4. جواز تعدد الأئمة في أكثر من مكان وزمان.
5. علم الأئمة الفطري والتشريعي، يزعمون أنهم ورثوا علم الرسول دون تعليم.
6. تكفير الصحابة وعلى رأسهم الشيخان، بزعمهم أنهم عرفوا "الصفة" وتركوا الموصوف.
7. تكفير المخالفين لإنكار إمامة الحسنين وزيد.
8. الولاية المطلقة للإمام في الدين والدولة.
9. اعتماد التقية وتلوين الخطاب والهوية لتحقيق البقاء السياسي.
تحذير واجب: الخلط بين الزيدية كفرقة دينية سياسية، وبين الجغرافيا الزيدية، خطأ خطير. ليس كل من يسكن تلك المناطق زيديًا، ولا كل زيدي يعيش فيها.
ولذلك:
يجب التفريق بين الزيدية كدين ومذهب يؤسس للإمامة الوراثية ويسخّر الدين للسلطة،
وبين أهل تلك المناطق الذين لا يؤمنون بهذا الفكر، أو خرجوا منه بعلم واجتهاد كالإمام الشوكاني والشيخ العمراني، وغيرهم ممن رجعوا إلى الإسلام الحق.
خلافهم مع أهل السنة والجماعة: الزيدية الجارودية على نهج المعتزلة في الأصول الخمسة، وينكرون صفات الله، والقدر، والشفاعة، ويكفرون مرتكب الكبيرة، ويرفعون السيف على الأمة بزعم "الأمر بالمعروف".
خلاصة: منذ سنة 284هـ، ومشروع الإمامة الزيدية الجارودية يشعل الحروب، ويزرع الانقسام، ويحتكر الدين والسلطة والثروة باسم "آل البيت".
وما الحـ.وثي اليوم إلا آخر نسخة من هذا المشروع الإمامي السلالي التدميري.
الأستاذ : عبدالكريم عمران
إرسال تعليق