القائد العسكري العربي الأُموي الكبير أبو الأعور السُّلمي
اليد الحديدية التي انقذت العرب
القائد العسكري الأُموي الفذ الفاتح العربي الكبير أبو الأعور السُّلمي رضي الله عنه وارضاه
أحد أبطال سيل العرم الأُموي ضد الشيطان الشعوبي
هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف بن الأوقص بن مرَّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سُليم ، المعروف بـ"أبي الأعور السُّلمي" ، أحد أبرز القادة العسكريين العرب الأقحاح الفاتحين في صدر الإسلام ، ينتمي إلى قبيلة بني سُليم العربية القيسية المضرية الكريمة ، وكان له دور بارز في الفتوحات العربية ، خصوصاً في بلاد الشام والبحر المتوسط الذي كان يسمَّى قبل فتوحات هذا الرجل العظيم واخوانه القادة العرب العظام سيوف معاوية بحر الروم ، فأصبح مسمَّاه في عهد الخليفة الراشد أمير المؤمنين معاوية العظيم رضي الله عنه وارضاه البحر الأُموي والشامي والعربي وهذا كله بفضل جهاد وجهد نخبة القادة الأُموية الذين حطَّموا القوى الروميِّة ودمَّروا ودعسوا الشعوبية ، وكان أبو الأعور السُّلمي أحدهم ..
بعض الفتوحات والإنجازات العسكرية
- فتح دمشق ( 14 هـ / 635 م ) : شهد فتح دمشق بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وارضاه ، حيث فُتحت المدينة صلحاً من جهة ، وعنوة من جهة أخرى بقيادة خالد بن الوليد ..
- معركة اليرموك ( 15 هـ / 636 م ) : شارك أبو الأعور السُّلمي في هذه المعركة الحاسمة بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه ، وكان على كردوس من كراديس جيش العرب الفاتحين ، مما ساهم في تحقيق النصر الساحق على الروم ..
- فتح طبرية : أرسل القائد أبي عبيدة عامر بن الجراح أبو الأعور السُّلمي لفتح طبرية وليكون ردءاً لجيوش العرب الفاتحين المتجهين إلى دمشق ، وحائلاً دون وصول إمدادات رومية إليهم ، فحاصرها حتَّى طلب أهلها الصلح ، فصالحهم ، واكمل طريقه في فتح شرقي الأردن ..
- فتح الأردن : حينما تمَّ استكمال فتح الأردن استخلف الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه على الأردن أبو الأعور السُّلمي ليكون للجيوش العربية الفاتحة درعاً فلا يهاجمهم العدو الرومي من ظهورهم ، وتكون الأردن قاعدة لانطلاق الفتوحات في بلاد الشام وثبت أبو الاعور السُّلمي في الأردن ثبوتاً قوياً فلم يهاجمه الروم بها حيث مُلئت قلوبهم رعباً منه لِما لقوه على يده من صنوف الويلات ..
- فتح قبرص ( 28 هـ / 649 م ) : أول فتح بحري بعد تأسيس الأسطول العربي الأُموي في عهد الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه حيث أذن لوالي الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بركوب البحر وفتح جزيرة قبرص ، فاتجه الأسطول بقيادة معاوية العليا وكان أبو الأعور السُّلمي أحد القادة الكبار في هذا الأسطول من سواحل الشام ، فتمَّ فتح الجزيرة وصلح أهلها على جزية مقدَّرة بحوالي 7200 دينار سنوياً ، وتمَّ بذلك حرمان الروم من هذه القاعدة العسكرية ، وهذا الفتح بشَّر به نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم به وبشَّر الجيش الفاتح بالجنة كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري :
الحديث رقم 2787 – كتاب الجهاد والسير ، باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : « أول جيش يغزو البحر قد أوجب » ( أي وجبت لهم الجنة ) قال :
حدَّثنا مسدد ، قال : حدَّثنا يحيى ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال : « أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجب » .. قالت أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها : يا رسول الله ، أنا فيهم ؟ قال : « أنتي فيهم » ..
- غزوة عمورية : قاد جيش الشام في هذه الغزوة ، حيث غزا معاوية بن أبي سفيان الروم وبلغ عمورية ، ووجد الحصون بين أنطاكية وطرسوس خالية ، فترك عندها جماعة من أهل الشام والجزيرة ..
- معركة ذات الصواري ( 34 هـ / 655 م ) : قاد أبو الأعور السُّلمي الأسطول الشامي في هذه المعركة البحرية الحاسمة ضد البيزنطيين إذ تمَّ القضاء على البحرية البيزنطية ، وحقق العرب نصراً كبيراً ، مما عزز سيطرتهم على البحر المتوسط ..
دوره في انقاذ الدولة وبعث الإمبراطورية
كان من قادة جيش معاوية بن أبي سفيان في صفِّين عام ( 37 هـ / 657 م ) كان على مقدمة جيش الشام ، قال مؤرخ البلاط العباسي البلاذري عندما استعرض نسب بني سليم : « ومنهم أبو الأعور السُّلمي ، وهو عمرو بن سفيان … ، صاحب معاوية ، وكان على خيل معاوية من قادة جيشه في صفِّين فكان عمرو بن العاص على خيل أهل الشام ، والضحاك بن قيس على الرجالة ، وذو الكلاع الحميري على الميمنة ، وحبيب بن مسلمة على الميسرة ، وأبو الأعور السُّلمي على المقدمة وهؤلاء هم القادة الكبار »
- استمر أبو الأعور السُّلمي والياً للأردن طوال خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حتَّى وفاته رحمه الله ورضي عنه وارضاه ..
الأستاذ : وليد الزهراني
إرسال تعليق