يوم الدار - كيفية اختراق الذاكرة الجمعية واغتيال الأحداث التاريخية الحقيقية المفصلية بإبراز أحداث مختلقة وهامشية !!
• كيف غُيِّب يوم الدَّار الحقيقي واختلقت الشعوبية مظلومية بديلة في "الغدير وكربلاء" ؟؟ في مرحلة خطيرة من تاريخ الأُمَّة تمَّ اغتيال ذاكرتها المركزية ، وطمس أعظم كارثة ألمَّت بها ، وهي مأساة اغتيال الخليفة الراشد الشرعي شهيد القرآن من عقدت لأجله بيعة الرضوان أمير المؤمنين عثمان بن عفان عليه السلام والرضوان داخل داره ، وهو يقرأ القرآن بينما أيدي الغدر والبغي والعدوان والنفاق تمتد لسفك دمه الطاهر .. لقد كان يوم الدَّار الذي أقول عنه هنا بحق بمثابة نقطة الانفجار الكبرى في التاريخ ، إذ تمَّ التآمر على نسيانه لصناعة "مظلومية" مزعومة لأشخاص آخرين قُدِّمت للأمَّة منذ قرون على أنها الحدث الأعظم والأبرز ، وهي ليست إلَّا بدعة سياسية نسجتها الشعوبية .. - في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ وقعت الجريمة الكبرى التي تُعدُّ أعظم مصيبة حلّت بالأُمَّة في التاريخ بعد وفاة نبيها صلَّى الله عليه وسلَّم ، بل كانت المنعطف الأخطر فيه إذ تمَّ أول إنقلاب على دولة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في المدينة .. سبق هذا اليوم المأساوي حصار الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه في داره ، وقطع الماء والطعام عنه ، ومنع الناس من الدخول عليه من قبل البغاة المنافقين المجرمين حتَّى بقي صائماً عطِشاً في أيام حرٍّ قاتل يتلو كتاب الله بثباتٍ وقوة إيمان وعزيمة وشجاعة لا مثيل لها في التاريخ يستعد للقاء ربّه وهو يعلم الغدر قادم لا محالة وعمره آنذاك قد تجاوز الثمانين عام !! في النهاية اقتحم المجرمون البيت المحرَّم ، الذي رفض عثمان أن يدنِّسه بدمٍ يُراق دفاعاً عن نفسه ، فبقي متمسِّكاً بالمصحف الشريف يتلو آياته حتَّى سقط شهيدًا والقرآن بين يديه يتلطخ بدمه الطاهر ، فتلك اللحظة لم تكن مجرَّد اغتيال لشخص بل كانت اغتيالًا للشرعية ، ولروح الإسلام ، ولآخر جدار كان يحمي المسلمين من الدخول في نفق الدماء .. لم يكن يوم الدَّار حادثة عابرة بل كان إعلاناً صريحاً ببدء الانقضاض على الدولة ، واستهداف رأس الشرعية في ذروتها ، وكان السبئيون والمندسون من المنافقين في المدينة ومن بقايا أجلاف العرب خارجها رأس الحربة فيه بدعم فارسي شعوبي حاقد يستهدف الدولة العربية من الداخل .. - الشعوبية تنجح في اختلاق يومٍ بديلٍ زائفٍ ، يُسمّى بـ(عيد الغدير) !! بعد هذه الأحداث الدامية والجسيمة بدأ التيار الشعوبي الفارسي بإحياء ما سُمِّي بـ "عيد الغدير" ، وترويجه باعتباره اليوم الذي "نَصَّب فيه النبي علياً خليفة من بعده" ، فهذا العيد لم يكن له أصل معتبر عند جمهور المسلمين ، لكنَّه رُوِّج عبر الحلقات الباطنية والمحدِّثين المشبوهين في الكوفة "حمراء الكوفة" ، حتَّى صار عيداً عقائدياً عند الطوائف المرتبطة بالفكر الشعوبي .. - اختلاق مأساة كربلاء وتضخيم الحدث الهامشي لدفن المأساة الحقيقية .. ثمَّ كان التتويج لهذه السردية المختلقة هو التركيز المفرط على ما يُسمَّى "مقتل الحسين" ، وصناعة طقوس اللطم والعزاء والبكائيات التي أصبحت تشغل عقول العامة ، وتمَّت برمجة العقل السنِّي نفسه بنجاح ليبكي حسين وينسى عثمان ! • فأين يوم الدَّار من يوم "كربلاء" المزعوم وذلك إن سلَّمنا بحقيقة وقوعه ؟! يوم الدَّار هو انقلاب على الدولة ومقتل خليفة شرعي راشد على يد الغوغاء بأمر وتحريض مباشر من أهل البغي والنفاق ، ويوم كربلاء كان خروجاً سياسياً في ظرف شائك قُتل فيه حسين بعد أن رفض الرجوع ونُصِحَ بعدم الخروج .. أُعيد وأُكرر "هذا إن سلَّمنا بصحِّة الروايات التي تؤكِّد خروجه على ولي الأمر" لذلك فإن الهدف وراء تضخيم كربلاء ، وتشويه صورة معاوية ويزيد وبني أمية عموماً هو اغتيال قضية عثمان إعلامياً وتاريخياً ، ونجح المشروع الشعوبي في اختراق ذاكرة السنَّة مع الأسف ، وتحويل مقتل عثمان إلى صفحة باهتة لا تُذكر بينما يُعلَّق اسم حسين على منابر العزاء ، ويُضرب عليه الطبول والدماء كل عام .. 18 من ذي الحجة سنة 35 هـ أما آن للأُمَّة أن تستعيد يومها المنسي ؟! إن يوم مقتل عثمان رضي الله عنه وارضاه لا يقل أهمية عن يوم الهجرة ، أو يوم بدر ، بل هو اليوم الذي انكسر فيه السيف العربي ، وبدأت فيه الأمَّة رحلة الشتات ، هذا هو يوم الدار الحقيقي ، وليس تلك الخرافات المصنوعة على المقاس الشعوبي في أقبية ومواخير الكوفة ..!!الأستاذ : وليد الزهراني
إرسال تعليق