شهيد الدار عثمان بن عفان - رضي الله عنه
في ذكرى استشهاده، التي يحتفل بها الشيعة باسم "عيد الولاية"...!! إليك قبس من سيرة خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وبعد أبي بكر وعمر: شهيد القرآن "شهيد الدار" أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه رابع خير من وطئ الثرى. ثالث افضل الأمة بعد خير الورى. ذو النورين، زوج البنتين، فما جمع الله لبشر بنتي نبي غيره. وما عقد نبي بيعة لأحد من أتباعه، ولا بايع عنه بيمينه، إلا له. الراشد المسدد، أفضل الناس بعد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر، ثالث الخلفاء الراشدين والأئمة المهتدين، وأحد الشهداء المبشرين، الجميل، الحييّ، السمح، الكريم، حب رسول الله ﷺ، وصاحبه، وصهره، ثالث من أسلم، وثالث الوزراء، وثالث الشيوخ، وثالث من أجمعت الأمة على محبتهم وإمامتهم ووجوب الاقتداء بهم. وثاني الشهيدين، ورابع من اهتز له جبل أُحد، صلّى إلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، واشترى الجنة مرتين، وجهّز الجيشين، وخاض الحربين، وفتح المشرقين، وبنى المسجدين، وحفظ الوحيين، وارتبط اسمه بالقرآن مرتين، فهو جامعه وشهيده. حاز الفضل كله: من السبق إلى الإيمان، والصحبة، والهجرة، والجهاد، والإنفاق، إلى الصبر على البلاء والاحتساب حتى الاستشهاد. قلده النبي ﷺ عدة اوسمه منها: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم." "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟" "هذا يومئذ على الهدى." "ائذن له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه." "أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقًا." "اثبت أُحد، فليس عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان." "لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان." "لعل الله يقمصك قميصًا، ويريدك المنافقون أن تخلعه، فلا تخلعه حتى تلقاني." "عليكم بالأمين وأصحابه." وقال عبد الله بن عمر: "كنا في زمن النبي ﷺ لا نُعَدِل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي ﷺ لا نفاضل بينهم." أسلم على يد أبي بكر، وكان من أوائل المؤمنين، ومن أكثر المنفقين في سبيل الله، بُشّر بالجنة مرارًا، وعُرف بتواضعه، وحيائه، ورقّته، وعفّته، وكرمه، وقوّته في الحق، وعدله في الرعية، وصبره على البلاء. تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب، وكان من أهل الشورى الستة، فبايعته الأمة كلها، وسار على نهج النبي ﷺ، وأبي بكر، وعمر. ومن أعظم أعماله: جمع القرآن على مصحف واحد. فتح الأمصار: الإسكندرية، أرمينية، قبرص، إفريقيا (تونس)، كرمان، خراسان، القوقاز، سجستان. إنشاء أول أسطول بحري لحماية الشواطئ الإسلامية. توسعة المسجد النبوي. إقامة نظام اقتصادي قوي، فكان عهده عهد رخاء وبركة. عُرف في الجاهلية بالشرف والكرم والنزاهة، لم يسجد لصنم، ولم يشرب خمرًا، ولا زنا قط. كان وسيماً، مليح الوجه، أنيقًا في مظهره، رحيمًا في معاملته، محبًّا للخير، وكان يُقال له: "أنسب قريش لقريش". استشهد مظلومًا صابرًا محتسبًا، وهو صائم يقرأ القرآن، في بيته، يوم 18 ذي الحجة سنة 35هـ، عن عمر ناهز 82 عامًا. أبى أن تراق قطرة دم واحدة دفاعًا عنه، وقتل على يد الخوارج المارقين، ليجمع الله له بين منزلة الصديقين والشهداء، ويفوز بالدارين. لقد كان استشهاده نازلة عظيمة على الأمة، وباب فتنة فتح ولم يُغلق حتى اليوم. --- من أبلغ ما رثي به رضي الله عنه: كعب بن مالك: فكفّ يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل وقال لأهل الدار لا تقتلوهم عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل فكيف رأيت الله صبّ عليهم العداوة والبغضاء بعد التواصل وكيف رأيت الخير أدبر بعده عن الناس إدبار النعام الجوافل حسان بن ثابت: ماذا أردتم من أخي الدين باركت يد الله في ذاك الأديم المقدد قتلتم وليّ الله في جوف داره وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتد فهلاّ رعيتم ذمّة الله بينكم وأوفيتم بالعهد عهد محمد ألم يكُ فيكم ذو بلاءٍ ومصدّق وأوفاكم قدمًا لدى كل مشهد؟ فلا ظفرت أيمان قومٍ تبايعوا على قتل عثمان الرشيد المسدّد وله أيضًا: من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأت مأسدة في دار عثمانا مستشعري حلق الماذي قد شفعت قبل المخاطم بيض زان أبدانا ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا صبرا فدى لكم أمي وما ولدت قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا فقد رضينا بأرض الشام نافرة وبالأمير وبالإخوان إخوانا إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ما دمت حيا وما سميت حسانا لتسمعن وشيكا في ديارهم "الله أكبر" يا ثارات عثمانا يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان شأن علي وابن عفانا وقول راعي الإبل النميري: عشية يدخلون بغير إذن على متوكل أوفى وطابا خليل محمد ووزير صدق ورابع خير من وطئ الترابا رضي الله عن عثمان، رابع خير من وطئ التراب، وثالث الخلفاء الراشدين، جامع القرآن، شهيد المصحف، المظلوم الصابر المحتسب. اللهم ارض عنه، وارفع درجته في عليين، واجعل لنا في حبه والذب عن عرضه نصيبًا، والعن قاتليه ومن رضي بفعلهم إلى يوم الدين.
الأستاذ: عبدالكريم عمران
إرسال تعليق