الصحابي القائد.. بسر بن أبي أرطأة العامري ( رضي الله عنه )
أبو عبد الرحمن بسْر بن أبي أرطأة العامري القرشي أحد الأُمراء الكبار والقادة الأفذاذ وفرسان العرب الفاتحين والشجعان المعدودين ممن أعز الله بسيفه العرب والإسلام والمسلمين وأذل به الفرس والروم والمنافقين..
كان ممن روى عنه الحديث القائد الأُموي الفذ الآخر جُنادة بن أبي أُمية الزهراني اثناء ما كانا معاً في احدى صوائف غزو الروم ، فروى جنادة عن بسر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال : « لا تُقطع الأيدي في الغزو » المصدر سنن أبي داود ، حديث رقم 4363 ، ورواه الدارقطني والبيهقي والطحاوي ، وله طرق تشدُّ بعضها بعضاً ، وهذا الحديث يُعد دليلاً قطعياً على أن بسْر كان ممن سمع من النبي مباشرة ، وهو ما يُسقط كل محاولة للطعن في صحبته ، ويثبت منزلته الفقهية في ميادين القتال والغزو ..
في زمنٍ تداعت فيه أطراف دولة العرب ، واضطربت أمصارها بعد الانقلاب الدموي على الخليفة الشهيد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه كان ممن ظهر وبزغ نجمه هذا القائد العربي الجسور ، وهو الصحابي الجليل بسْر بن أبي أرطأة رضي الله عنه وارضاه ، أحد #سيوف_معاويه العظيم ، واليد الحديدية التي أنقذت العرب من السقوط في مستنقع الفوضى الشعوبية ، وقاوم بصلابة كل مشاريع التسلل الباطني التي أرادت أن تقلب العرب على أنفسهم وتحرِّف الإسلام دينهم ..
هو بُسْر بن أبي أرطأة بن عمرو بن سُهيل بن ثعلبة بن عمرو بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري له رؤية للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وصحبة محققة ، وكان في طلائع جيوش فتح العراق والشام ومصر ، ثمَّ عاش بعد ذلك وهو يذبُّ عن حياض دولة العرب والإسلام من كل دخيلٍ وعابث ..
• جهوده في إعادة وحدة دولة العرب وعزِّ الإسلام :
- تحرير الحجاز
بعد انتصار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما الساحق في صفِّين عام 37 هـ كان بسر أحد القادة في هذه المعركة وممن اثخن في جيش البغاة الإنقلابيين ، ثمَّ نُصِّب معاوية بعد المعركة خليفة للمسلمين ، فأرسله الخليفة الراشد أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على رأس جيشٍ بلغ 4 آلاف لاسترداد الحجاز فدخل المدينة ومكة بغير قتال يُذكر ، وأعاد لدولة لعرب الراشدة سلطانها وشرعيتها ، مجهضاً مشروع الانقسام التدميري الذي كان يهدد وجود الأمَّة كلها ..
- تحرير اليمن وتطهيره
توجَّه بعد الحجاز إلى اليمن التي حاول فيها بعض قادة التمرد إنشاء دويلة شعوبية باطنية تحت ستار السلالية الطالبية والعباسية ، فدخلها بجيشه ، واسترد كامل حواضرها لحضن دولة العرب الراشدة .. قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/147) : « فخرج بسر في أربعة آلاف فطاف الحجاز واليمن وعسير حتى رد الأمن إلى هذه النواحي »
بسبب ذلك تمَّت شيطنته وكان هدفاً لهجمات أساطين الدجل وصنَّاع الكذب من أدوات حمراء الكوفة الإخباريين ومرتزقة العباسيين ، فقاموا كعادتهم باغتياله المعنوي ووصفه بالمجرم السفاح قاتل الأطفال الأبرياء ، وافتروا عليه بقتل طفلين من ابناء عبيدالله بن عباس "والي اليمن" .. اشترك في حياكة وترسيخ هذه الكذبة ثلاثة من اركان الكذب في التاريخ !!!
1 - محمد بن إسحاق بن يسار (صاحب السيرة)
هو عصب كل كذبة مفتراة ، ومنها هذه الرواية التي ساقها هكذا : "ويُقال إن بسراً قتل الغلامين" دون إسناد ولا توثيق بل بصيغة التمريض !
• أقوال العلماء فيه :
- الإمام مالك بن أنس قال عنه : "دجَّالٌ من الدجاجلة"
ميزان الاعتدال للذهبي (3/470)
- سفيان الثوري قال : "ابن إسحاق عندنا كأهل الكتاب ننظر في كتبه ولا نُصدِّقه"
ميزان الاعتدال (3/470)
- يحيى بن معين قال مرة : "ليس بحجة" ، وقال مرة أخرى : "ثقة ، ولكن ليس بحجة إذا انفرد" ، وقال أيضاً : "ضعيف في الحديث"
تاريخ بغداد (1/223)
- النسائي قال : "ليس بالقوي"
الضعفاء والمتروكين (1/28)
2 - لوط بن يحيى (أبو مخنف)
الرافضي الكوفي المحترق رأس الكذب من الإخباريين ..
• قالوا فيه :
- يحيى بن معين قال : "أبو مخنف كذاب ساقط لا يُروى عنه"
ميزان الاعتدال (3/420)
- أبو حاتم الرازي قال : "متروك الحديث"
الجرح والتعديل (7/180)
- ابن عدي قال : "شيعي محترق صاحب أخبار لا يُوثق به"
الكامل في الضعفاء (7/52)
- الذهبي قال : "إخباري تالف لا يُوثق به رافضي محض"
ميزان الاعتدال (3/420)
3 - هشام (ابن محمد السائب الكلبي)
صاحب الأنساب ، وكان شيعيًا غالياً يروي عن أبيه محمد بن السائب الكلبي الكذاب الأكبر !
• قالوا فيه :
- أبو حاتم الرازي قال : "ليس بثقة"
الجرح والتعديل (9/84)
- ابن حبان قال : "يروي عن أبيه الموضوعات لا يحل كتب حديثه"
المجروحين (2/296)
- ابن عدي قال : "غالٍ في التشيع يروي ما لا أصل له"
الكامل في الضعفاء (7/165)
- الذهبي قال : "اخباري تالف يروي عن الضعفاء والمجاهيل"
ميزان الاعتدال (4/303)
الأستاذ الباحث : وليد الزهراني
إرسال تعليق