توماس برّاك وبراق بابا وسوريا

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق


 توماس برّاك وبراق بابا وسوريا


وأنا أتامل كل يوم صورة المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا وسفير أمريكا في تركيا توماس برّاك Thomas Barrack والذي تعود أصول أسرته لأسرة مسيحية لبنانية مهاجرة للولايات المتحدة سنة 1900 يتبادر لذهني أوصاف القلندرية وأشكالهم التي عجت بها كتب التاريخ خاصة التاريخ التركي في الفترة الإسلامية.


والقلندرية فرقة ملامية صوفية نشأت كما هي العادة في عش الشر خراسان, ولا يُعلمُ لها مؤسس لكن يُعلم عنها ناهضين بها ناشرين لها من أشهرهم جمال الدين الساوجي وهو من بلدة ساوه الفارسية وكان منهم شمس الدين التبريزي وحتى جلال الدين الرومي وبعض الطرق الصوفية الملامية في الشام كاليونسية والحيدرية والرفاعية وغيرهم وقل بشكل عام فرق التصوف الملامي خراسانية النشأة, هذا التيار القلندري كان يمثل أحد تحورات المانوية في التاريخ الإسلامي وانساح دعاتهم من المشرق وصولا إلى الشام لاختراقها وإلى مصر كما فعل الساوجي وإلى مكة والمدينة, أضف أنهم كانوا جالبي الحشيشة والمخدرات مع سرايا القوات الإيلخانية المغولية وكان لهم دور في تسليم الناس والمسلمين لسيوف المغول في دمشق وحلب وأنقرة وغيرها بل وحتى حرصوا على اغتيال المناهض الوحيد لهم وقتها وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, بل إن جمال الدين الساوجي هو الذي نشر الحشيشة في مصر بعد استقراره فيها.


والذي يعنيني في توماس برّاك هو شخصية مشابهة لملامح وجوه القلندرية وشخص يشابه اسمه عرف باسم "براق بابا" أو "برّاك بابا" وهو درويش تركماني ت 707 هـ أصله من الأناضول من قرية من قرى توقاد (مدينة شمال شرق تركيا بين أماسيا وسواس) من قبائل التركمان .


إن براق بابا شخصية صوفية حيدرية من بين بضع شخصيات كانت متعاونة مع المغول إبان شيوع الإسلام فيهم. لا يُعرف اسمه، واشتهر بلقبه (براق) بمعنى الكلب ، أما (بابا) هذه فلفظة تعظيم يستخدمها التركمان لشيوخ التصوف بينهم منذ أيام إسحاق بابا (ت 638 هـ) التركماني المدعي النبوة الذي قام على آل سلجوق 


نقل المؤرخ العثماني منجم باشي (ت 1113 هـ) في تاريخه : أن (براق) كان أحد ابني السلطان عز الدین کیكاوس الثاني (ت657هـ) الذين اصطحبهما معه حين فرّ إلى بيزنطة، وأنهما تنصّرا هناك. كما ذكر أن صاری صلطوق (صلطوق بابا) (ت 697 هـ ) كان ذا مكانة عند بطرييرك بيزنطة الذي اتخذ أحد الأميرين السلجوقيين ولدا له (وهو هنا بَراق)، فطلب إليه الصوفي أن يهبه هذا الأمير الشاب ففعل، فأدخله الإسلام وصار الشاب مريدا له. ثم إنه أعطاه خلافته، وأرسله إلى السلطانية (عاصمة المغول) حيث اشتهر وتكاثر مريدوه الذين أطلق عليهم (البراقیون).


بلغ براق بابا مآربه لما أرسل سلطان المغول غازان يدعوه ليرى بعض کراماته التي هي في الحقيقة سحر وشعبذة ونتاج مران ودربة طويلين. من ذلك أنه لما حضر إلى غازان سلطوا عليه سبعا ضاريا ، فوثب عليه براق وركب ظهره، وقيل : بل سلط عليه نمرا فصاح عليه فانهزم النمر، فأكبر ذلك المغول واستعظموه, فصارت لبراق عند غازان مكانة و احترام، ونال من أموال المغول التي هي أموال المسلمين المغتصبة، ولم ينس أن يتقمص زهد المتصوفة عندما أعطاه غازان ثلاثين ألفا ففرقها في يوم واحد.


أقبل عهد أولجایتو خدابنده (ت 719 هـ) الذي ترفّض، ووجد أمثال ابن المطهر الحلي (ت 721 هـ ) بترفضه ردءا وفرصة لتكثير عديد الإمامية، ومع هذا التغيير الذي انفضّ بسببه بعض من عُدّ من أهل السنة من محيط السلطان، فإننا نلحظ أن مكانة براق كما هي عند المغولي المترفّض إن لم تكن زادت رفعة.


ونقل المؤرخ التركي فؤاد کوپرلي أن براقا كان ينكر الآخرة، ويصدق بالحلول - والوجودية ينكرونه - وأن الله تبارك وتعالى حل باديء الأمر في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم حل بعد في السلطان أولجایتو خدابنده، وأنه يبيح جميع المحرمات وهذا الكفر تردّه حتى الإمامية الرافضية، ولكنه لا يستبعد في باباوات التركمان التي اختلطت بهم عقائد الباطنية في تلك الأعصر.


براق بابا والشام


قام المغول بتعيينه سفيرا إلى الملك الناصر سلطان المماليك في صلح مزعوم ورسالة شفوية, وحين وصل لنائب الشام في دمشق أراد أن يستعرض هرطقاته فزمجر وأظهر أن حال الفقراء جاءه فما كان إلا أن أتت نعامة في قصر نائب الشام فعضت رأسه حتى كاد يهلك فقال له الأمير بهادر آص: أيش هذا یا براق ؟ أنت تقول : إنك تركب الأسد في خراسان، فهذا طير من طيور الشام عمل بك ما حارت به الأوهام، ولكن أزل ما في قلبك، واستغفر ربك، وتأدب مع رجال الشام.


وكانت رغبة المغول أن يصل براق بابا إلى القاهرة عاصمة المماليك ووقتها كان شيخ الإسلام حبيسا في سجن القلعة بمصر, إلا أن المماليك رفضوا أن يصل براق للقاهرة واكتفوا عليه بأن يملي رسالته الشفهية لتصل للسلطان في مصر , فعاد براق بابا ومريديه المحلقين من جديد لدمشق حتى ارتجز أهل دمشق قصيدة عامية فيهم 


جتنا عجم من جوّا الروم

صور تِحِير فيها الأفكار

لهم قرون مثل الثيران 

إبليس يصيح منهم بنهار 


وحين فشل براق بابا في مهمته في الشام صب جام غضبه على أهل جيلان وكانوا سنة على مذهب شيخ الإسلام من ابن تيمية, وصار المغول موقنون بتأثير فتاوى شيخ الإسلام وخوفهم أن يدعو أهل البلاد التي احتلها المغول إلى الوثوب عليهم وعلى أعوانهم، فجعلوا يترصدون به الدوائر. 

 

ولا جرم أنهم أبلغوا من خدمِهِم وخفرائِهم: أن ابن تيمية كان قوة محركة في المجتمع المملوكي وأمرائه ، يوم هزم المغول في (شقحب) الهزيمة التي ما قام لهم بعدها قائمة ، حتى قال الصفدي : ( والذي أعتقده أنه من حين ظهر جنكيز خان ما جرى للمغول بعد واقعة عين جالوت - ولا إلى يومنا - مثل واقعة شقحب، كادت تأتي على نوعهم بالفناء )


وكانت حملة بلاد جيلان لبراق بابا وفيها هلاكه حين أرسل المغولي خدابنده قائده قطلوشاه لاحتلال جيلان الجبلية وفشلت الحملة وتم خوزقة قطلوشاه ومن معه فتطوع براق بابا لأن يذهب هو ليخلص صاحبه ونديمه قطلوشاه ولم يصل له بعد خبر خوزقته, فلما وصل لأهل جيلان وأمرهم باتباع مذهب الأشعري اعتقادا وترك التجسيم وإطلاق سراح قطلوشاه, جاؤوا له بقطلوشاه مخوزقا وقد يبس وقالوا له الآن تلحق بصاحبك فتضرع لهم وتوسل بهم ألا يخوزقوه ومن معه من المريدين وذكّرهم بأنهم أهل دين وصلاح لكن هيهات فتم قتله وخوزقته وقيل تم سلقه وأطعموه للكلاب نظير تحريضه المستمر على أهل جيلان


ولعلني هنا أنتقل لكلام لورين موريت حول تغلغل العائلات الفارسية في الغرب عبر مئات السنين فتقول:


(لقد حددت الكثير من سلالات الدم الإيرانية القديمة للنظام العالمي الجديد في الأمم المتحدة, وبالطبع كان فيدل كاسترو هو أكبر كشف. كان متورطًا مع كارتل المخدرات ميديلين, واكتشفت أن ليون بانيتا كان متورطًا معهم من خلال والده الذي جاء إلى الولايات المتحدة من تلك القرية، وأن جميع الرجال في القرية يجب أن يكونوا أعضاء في ندرانجيتا، وعرفت حينها أن بانيتا كان أكثر من ذلك.


كان الدليل الأول الذي بدأ قبل كل شيء هو أنني رأيت في صورة معينة أن عيونه تشبه عيون الناس في طريق الحرير الإيراني / الآسيوي، وفي صورة أخرى كان لديه أنف أوزبكي. أخذت صوره إلى حفل عشاء فارسي وسألتهم عما إذا كان لديه أنف أوزبكي وقالوا جميعًا نعم!!!! وأخبروني أن ستالين كان فارسيًا أيضًا (وتأكدت لاحقًا أن أتاتورك وتيتو فرس أيضًا). ثم اكتشفت أن والد بانيتا كان يعيش دائمًا في مناطق إمبراطورية هايسبورغ في إيطاليا بالقرب من صقلية. لم يولد في تلك القرية (ساليرنو) لكنه هاجر إلى الولايات المتحدة من هناك. كما أنها واحدة من ثلاثة أماكن في العالم يزرعون فيها برتقال البرغموت تجاريًا مما يشير إلى أصول إيرانية قديمة أيضًا. ثم تحققت من اسمه، واكتشفت أنه يعني "بائع الخبز" ولكن كانت هناك عائلة ملكية قديمة من هايسبورغ مرتبطة بهذا الاسم (استخدمته كغطاء) وأنهم كانوا أمراء هايسبورغ من شمال شرق إيطاليا بالقرب من الحدود مع النمسا.  ثم نظرت إلى المسار السياسي لبانيتا وكان وزير النقل في عهد كلينتون، ثم رئيس وكالة المخابرات المركزية في عهد أوباما ثم وزير الدفاع، وتقاعد في بستان الجوز الخاص به في مونتيري (حيث يوجد لدى البحرية الأمريكية منشأة ضخمة لتدريب الضباط العسكريين الأجانب). عندما جمعت كل ذلك معًا، كان من الواضح أنه استولى على اندرانغيتا وكان صاحب الرؤية لجعلها أكبر عملية مخدرات في العالم منذ حوالي 20 عامًا، وهي منتشرة في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، مما يعني أنه كان على علاقة جيدة مع كاسترو.


أما عن ديستري وكيف يصر على النطق الصحيح لاسمه مهم للغاية ويشير إلى أنه من سلالة إيرانية/هايسبورغية مثل فيدل كاسترو، مثل ستيبان دي ميستورا (مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا)، وسيكون هناك المزيد في المستقبل. يمكنك أن ترى أن ديستري متورط للغاية في الموضوعات التي تتضمن برامج الأمم المتحدة، وعمليات وكالة المخابرات المركزية، والنهج الرؤيوي/الأكاديمي للأنشطة غير القانونية التي تتضمن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، وأنه يعمل على مستوى عالٍ للغاية.


اليهود الأوروبيون مثل الأشكناز ليسوا يهودًا حقيقيين، فهم يمارسون نظامًا عقائديًا شيطانيًا من الكابالا والتلمود، ومن دراسات الحمض النووي تم التعرف عليهم على أنهم تجار طريق الحرير. تعود ثقافة الكذب والإبادة الجماعية التي يمارسونها إلى بلاد ما بين النهرين، لقد كانوا دائمًا على هذا النحو. 


هذا هو الشيء الوحيد الذي يُفسر لماذا بعد مئات الآلاف من السنين، لا يمتلك 85% من سكان العالم شيئًا. هؤلاء اللصوص اليوم الذين يعملون من خلال الأمم المتحدة يسرقون البشرية ثمار عملهم. ويحدث هذا كل جيل من خلال الحروب والكوارث والتهجير القسري والعبودية والأوبئة.هذا مخيف. إنه من إحدى المدن التي يملكونها. لاحظ أن بانيتا كان مستشارًا لكلينتون عندما ذهب كلينتون إلى يوغوسلافيا. ومن المستفيد سوى المافيا الألبانية (كوسوفو) المتحالفة مع اندرانجيتا. عندما اعتدت أخيرًا على التهجئة، علمت أنها في الواقع أندرانجيتا، وهي مرتبطة بالكلمة اليونانية للذكر، كما هو الحال في الأندروجينات، 


إذا نظرت إلى صفحة ويكي الحسيدية على الصور، فإنها تذكرنا بصور رجال الدين الإيرانيين - كتبة القانون. باستثناء اللون الأحمر مقابل الأسود، فإنها تذكرنا بالمدرسة الكاثوليكية للكرادلة. في جميع الحالات الثلاث، يزعمون أنهم يعملون كوسيط بين الناس والله. الشيعة يعتمدون على السلالة، على عكس السنة.


كان معظم الباباوات إيطاليين، أليس كذلك، مما يشير إلى سلالة دم. بالطبع، كان معظم البشر تقليديًا يعتمدون على السلالة والأبوية مع كون القرى عائلات ممتدة يحكمها أكبر الذكور سنًا ونادرًا ما تحكمها الإناث - أحيانًا تختبئ النساء خلف عرش ذكر. أحد الأشياء المذهلة بالنسبة لي في البندقية هو أن البوابات كانت تغلق المجتمعات القائمة على الأسرة عن بعضها البعض في الليل. المدن التقليدية في شمال إفريقيا كذلك أيضًا. لقد رأيت هذا مرة واحدة في سويسرا.


لا أحد يتحدث عن النخب العليا في هايتي التي تنحدر من المهاجرين "السوريين" وعائلة يهودية رسمية. يبدو أن السوري مصطلح شامل للأشخاص القادمين من الإمبراطورية العثمانية. فضلتهم الولايات المتحدة على النخب المولاتو التقليدية التي تبدو عمومًا ذات بشرة داكنة وتتحدث الفرنسية. هناك أيضًا عائلات إنجليزية (بيكر) وألمانية (هيلماك) بيضاء اللون من النخبة العليا


كان جميع الباباوات إيرانيين لأن الإيطاليين ينحدرون من سلالات إيرانية قديمة. بدأت ألاحظ أن علامات ورموز الزي البابوي كانت إيرانية/فارسية من آسيا الوسطى تمامًا (التاج البابوي هو نفس القبعة التي كان يرتديها الشاه، والنعال الجلدية الحمراء التي يرتديها البابا هي من آسيا الوسطى، وممارسات الدفن الغريبة للإيطاليين تستند إلى طقوس زرادشتية) لذلك بدأت في البحث أكثر. اكتشفت أن هناك مجموعة من السلالات الإيرانية القديمة جدًا التي تعود إلى ما قبل الإمبراطورية الرومانية، ولا تزال تتمتع بقوة وسيطرة هائلتين: بهلوي (شاه إيران)، وفارناس (سلالة فيدل كاسترو التي تعود إلى سلالة الأتروسكان، آخر سلالة مصرية - البطالمة)، وكونتي، وألدوبرانديني (اسمهم العربي يعني عشاق الشيطان (الدوبران ديني)، وتشيغي، وأورسيني، وبورجيا، إلخ).  وبعض هذه السلالات الإيرانية القديمة تمثل العائلات البابوية القديمة التي تخدم في لجنة مجلس العشرة الحاكمة التي تشرف على اليسوعيين.


ينحدر ترامب وهيلاري من نفس ملك بلانتاجنت الإنجليزي - هنري الثالث - وجميع رؤساء الولايات المتحدة ينحدرون منه أيضًا باستثناء مارتن فان بورين. ترامب وهيلاري أبناء عمومة من الدرجة التاسعة عشرة.


إذن، هذا هو الدليل على تصريحاتي ونتائجي بأن جميع هذه السلالات الهندية الإيرانية القديمة قد تزاوجت لآلاف السنين. لقد سررت حقًا بالعثور على ذلك في الكتاب الرائع والموثق جيدًا عن سلالة بلانتاجنت. إنه مفتاح فهم جميع عائلات سلالة أمريكا الشمالية والجزر البريطانية التي سيطرت منذ غزو نورماندي لبريطانيا. الآن أنا متأكد من أن بلانتاجنت هي واحدة من الفصائل الرئيسية المتنافسة على السلطة والسيطرة والموارد الهائلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كانوا نبلاء من شمال فرنسا انضموا إلى ويليام الفاتح في غزو نورماندي وأصبحوا فيما بعد ملوك إنجلترا).


الأستاذ الباحث : ابراهيم بالحمر

23/7/2025

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث