حديث الجساسة - هل هذا الحديث صحيح ؟!
حديث الجساسة الموجود في صحيح مسلم والذي صححه الشيخ الالباني ايضاً في صحيح الجامع.. في سنده الحسين بن ذكوان.. وقد اختلف فيه علماء الجرح والتعديل ونذكر منهم: ابو الحسن القطان قال عنه : فيه اضطراب. العقيلي قال عنه: ضعيف مضطرب الحديث. ابو زرعة الرازي قال عنه: ليس به بأس!. ابن حجر قال عنه: ثقة ربما وهم. يحيى بن سعيد القطان قال عنه: فيه اضطراب. وفي سند الحديث ايضاً ابن بريدة, وابن بريدة توجد مشكلة في ترجمة الراوي. وحديث الجساسة روي بالفاظ مختلفة وتوجد مشكلة في المتن. ومن المعاصرين الذين انكروا رواية الجساسة هو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال: ذكرنا هذا مستدلين بما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد". فإذا طبقنا هذا الحديث على حديث تميم الداري صار معارضاً له؛ لأن ظاهر حديث تميم الداري أن هذا الدجال يبقى حتى يخرج، فيكون معارضاً لهذا الحديث الثابت في الصحيحين. وأيضاً فإن سياق حديث تميم الداري في ذكر الجساسة في نفسي منه شيء، هل هو من تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا.
وقال في موضع آخر: حديث الجساسة يخالف ما ورد في صفة الدجال في الصحيحين أنه رجلٌ قصير، قَطط، جعد الرأس أشبه ما يكون بعبد العزى بن قطن، رجل من قحطان. والجساسة ليس على هذا السياق.
وقال أيضا: أن النفس لا تطمئن إلى صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما في سياق متنه من النكارة، وقد أنكره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره إنكاراً عظيماً؛ لأن سياقه يبعد أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
فسئل: هل قال به أحد من السلف قبل محمد رشيد رضا ؟ فقال الشيخ: لا أعلم، لكن لا يشترط، وأنا لم أتتبع أقوال العلماء فيه؛ لكن في نفسي منه شيء.
أبو الحارث الدليمي
إرسال تعليق