قصيدة : بشراكم يا أهلنا في الشام
يا أهلنا في الشام بشراكُم وتهنئةٌ
واليومَ أنشرها في النَّظْمِ إقرارا
يا أحمدَ الشرعِ أنت اليوم فارسُها
قُدتّ الجموع لفتحٍ كنتَ مِغوارا
خلّصْتها أبدا من ظُلمة جثمَت
دهْرا طويلا فجاء الصبحُ إسفارا
توقَّفَ القصفُ والتهجيرُ في بلدٍ
وكُسّرَ القيدُ عاد الناسُ أحرارا
تغيَّر الحالُ من ظُلْمٍ ومن كبَدٍ
واللهُ بدّلها بِشرا وأنوارا
ورحتَ ترسُمُ في الفيحاءِ خاتمةً
سجدت لله تعظيما وإكبارا
وعادت الشام نحو العُربِ في فرحٍ
ونسعدُ اليوم إنّ الله جبّارا
*****
يا أحمدَ الشرعِ إني الآن مخبركم
عما يدورُ بعقلي كلما دارا
وفّقت للخير هذا النصح أبذله
وسوفَ أكتبهُ رَمزا وإٍظهارا
والقصدُ ذكّرْ فإنّ الذّكْرَ منفعةٌ
وليس قصدي هنا أن أُملي أخبارا
احتطْ وحاذرْ تحرَّزْ منها شرذمةٌ
عاشت تعشعشُ في الفيحاءِ أطوارا
وغدتْ بجلّقَ فِطْرا كلُهُ عفنٌ
وأعْيَت الخَلقَ حُكّاما وأخيارا
وصاروا فيها كسوسٍ أمرهُ خطرٌ
فحاذر السوس إنّ السوس نخّارا
وكم قرأتُ كتابا فيه حالُهُمُ
وكم وقفتُ على ما فيه أسرارا
وكم تجرّدَ بحثا عالمٌ فطِنٌ
حتى يفكِّكَ لُغزا فيه قد حارا
وكم تجمَّع في تبسيطِ مُعضلةٍ
قومٌ لهم قَدَمٌ عِلما وآثارا
حتى الفرنجةُ لمّا راموا مأخذها
كتبوا الرسائِلَ بالتطمينِ إسرارا
إنَّ التواريخ ضمّت دائما عِبَرا
إن تقرؤوها تزيدوا القلبَ إبصارا
وتأتي دوما بأحداثٍ مكررةٍ
محفوظةٍ سلفا رسْما وأسفارا
***
يا أحمدَ الشرعِ إنَّ الحل موضعهُ
هديُ الرسولِ إذا ما كُنْتَ مُحتارا
فطيبةٌ قد غدتْ حِرزا وعاصمةً
وتلك مكةُ خلَّاها وقد سارا
نحو المدينةِ عاد الهادي يدخلها
من بعد فتحٍ وإنّ الله قهَّارا
إَّن العواصِمَ مثل الخَلْقِ مرجِعها
إلى المماتِ وما في ذاك إيثارا
تموتُ واحدةٌ أخرى ستخلُفُها
وتلك تعقُبُها كي تحيا أدوارا
رسّخ قواعد فتحٍ كلها شَمَمٌ
لا يستوي أبدا في السَّبقِ من ثارا
فالأولون لهم في ذاك منزلةٌ
تسمو على الغير إحقاقا وإبرارا
من إدلبٍ وإلى درعا وحاضنةٌ
في الديرٍ والريفِ أهل الحقِّ أطهارا
فيها أرومةُ صدقٍ نحو غايتها
همُ العمادُ إذا ما رمت أنصارا
**
يا أحمدَ الشرعِ أنت اليوم قائدها
وكلنا أملٌ واللهِ ما خارا
يا أحمدَ الشرعِ أنت اليوم رائدها
لعل كفّك بالخيرات مِدرارا
يا أحمد الشرع كلُّ العرب ترقُبُكُم
فأنتمُ الشامُ قلبٌ نابضٌ فارا
يا أحمدَ الشرعِ أرجو الله يظهركم
على العداةِ ويعلو الحقُّ أشرارا
هذي نصيحةُ مرءٍ نحو إخوتِه
لا يبتغي ثَمَنَا صاعا ودينارا
كتبتُ ما فات لا أرجو سوى رَشَدٍ
وإن زللتُ فإنّ الله غفّارا
وفي الختام أصلي دائما أبدا
على البشير وأرجو منكَ إعذارا
كتبه ابراهيم بالحمر
إرسال تعليق