القمح أم السمن والعسل بين الكذب والقرصنة ؟

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

القمح أم السمن والعسل بين الكذب والقرصنة ؟


لا يفتأ كثير من القصاص والوعاظ أن يذكروا خبرا وعبارة لا أصل لها نسبوها لعمر بن عبد العزيز أنه قال ( انثروا القمح في رؤوس الجبال، حتى لا يقولوا جاع طير في بلاد المسلمين )

وسارت هذه العبارة في الآفاق وتحولت لحقيقة دامغة وحجة ثابتة يحتج بها من أراد , وتوظف توظيفا سيئا وتتخذ وسيلة وأداة للطعن والهمز والغمز واللمز

ومن تدبر العبارة لوجد فيها سفها عظيما إن صحت ولعلم أن واضعها كعادة واضعي الكذب والإفك غبيٌّ جاهل وأحمقٌ غافل

إذ لو تدبرنا لعلمنا أن القمح مما يُكال ويدّخر , نعم يدّخر للعام التالي والذي يليه والذي يليه وهكذا

فلماذا يتلف الفائض بأن ينثر على رؤوس الجبال؟ ولا يدّخر للنوائب

ولو تدبرنا لعلمنا أن الله تكفل برزق كل كائن حي من طير وسباع ووحش ودواب فلا داعي لأن تنثر هذه الكميات على رؤوس الجبال

وتأمل رؤوس الجبال لا يسكنها إلا جوارح الطير من عقاب ونسور وصقور وبوم أما الطيور التي تغتذي على الحبوب فسكناها على الأشجار في أعشاشها لا على رؤوس الجبال,

فهل ستتغذى هذه الجوارح على القمح؟؟!!

فتبا لهذا الأعجمي الذي وضع هذه الكذبة ودسّها وتلقفتها نفوس السخفاء وعقول البلهاء فتشربوها حتى صارت كأنها آية غير قابلة للنقد والتفنيد والتمحيص

وإذا عدنا بالزمن بضعة عقود من خلافة عمر بن عبدالعزيز إلى خلافة ذي النورين أمير المؤمنين عثمان عليه السلام ورضي الله عنه لوجدنا أن قصة القمح برمتها هي حكاية تم قرصنتها من أمر واقع حقيقي حدث في خلافة عثمان يدل على الرخاء والازدهار

جاء في كتاب العواصم من القواصم لابن العربي المالكي
قال الحسن البصري: "شهدت منادي عثمان ينادي: يا أيها الناس اغدوا على أعطياتكم، فيغدون ويأخذونها وافية، حتى -والله- سمعته أذناني يقول: اغدوا على كسوتكم، فيأخذون الحلل، واغدوا على السمن والعسل، قال الحسن: أرزاق دارَّة، وخير كثير، وذات بين حسن، ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنًا، إلا يوده وينصره ويألفه، فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق، ولكنهم لم يصبروا، وسلُّوا السيف مع من سلَّ، فصار عن الكفار مغمدًا، وعلى المسلمين مسلولًا" "روى ذلك عنه الحافظ ابن عبد البر".

فانظر هذه المنقبة التي تمت قرصنتها والسطو عليها وسحبت من صاحبها الحقيقي وتحول السمن والعسل والكساء إلى قمح ولو عكست كلمة قمح لظهرت لك كلمة حمق وفعلا حمق صاحب الكذبة وحمق من صدقها

ولهذا تجد رواة التاريخ وكذابيه وجيوشهم من القصاص والوعاظ لا يرتعون إلا على الكذب كالذبابة لا تأتي إلا على القمامة والروث

لكن كذباتهم مفضوحة وأباطيلهم مكشوفة ونحن لهم بعون الله بالمرصاد.

الأستاذ: إبراهيم بالحمر



قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث