اليمن - بعيداً عن الضجيج

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق



 اليمن .. بعيداً عن الضجيج


في هذا المقال سأسعترض معكم على شكل نقاط قضية اليمن ودواعي ما عرف هناك بثورة فبراير 


- منذ هزيمة الجنوب العربي في حرب صيف 94م وفرض الوحدة اليمنية بقوة السلاح كان التعامل تعامل غالب ومغلوب وانحصر النفوذ السياسي في اليمن بين جناح حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة علي عبدالله صالح وحزب الإصلاح بزعامة رئيس مجلس النواب وقتها عبدالله بن حسين الأحمر وكان الطرفان يتقاسمان النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري في البلاد، وهناك في صعده الدولة العميقة التي تمثل السلالة الهاشمية ببيعتها السرية ثم الجهرية لبدرالدين الحوثي تتحين الفرص وتتربص


-من بعد حرب 94 وحتى انتخابات رئاسة 2006 التي كانت فيما بين علي عبدالله صالح وفيصل بن شملان من حضرموت والتي اعترف حلفاء صالح لاحقا بأن الفائز فيها هو فيصل بن شملان ، والمُعترف هو علي محسن الأحمر تغير وضع جنوب اليمن وانطلق ما يعرف بالحراك الجنوبي وفي نفس الوقت أعلن علي عبدالله صالح انتصاره في الانتخابات بالتزوير فكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير واطلقت رصاصة الموت على الوحدة ذلك المولود الخديج 


-قبل انطلاق ثورة فبراير 2010 في اليمن وتحديدا في شماله لأن جنوبه كان يتظاهر قبلها بسنوات باسم الحراك الجنوبي ، قام علي عبدالله صالح بتعديل الدستور ليضمن ترشحه ما بقي حيا مع رغبته في توريث ابنه احمد ، وهذا ما ازعج الإصلاح وباقي الشركاء فانطلقت تظاهرات ساحة التحرير في صنعاء والتي كان الحوثي متواجدا فيها بخيامه كمكون وبموافقة الاصلاح، مستغلا الخلاف بين السلطتين المؤتمر والإصلاح ليقطف الثمار


-جاءت المبادرة الخليجية لإصلاح الوضع السياسي، لكن علي صالح تمادى فتحالف بمؤتمره مع الحوثي وبدأ موسم تساقط المناطق في يده، فسقطت دماج بعد حصارها لمرتين ثم عمران ، وهكذا نهضت الدولة العميقة المتحالفة مع المؤتمر تسحب نصيب الكعكة من الإصلاح وتتمدد في المحافظات الشمالية أولا ثم تصل لعدن لتبدأ حصارا استمر شهورا، انتهى الأمر بمقاومة باسلة وتدخل التحالف العربي وتم استعادة معظم المناطق باستثناء الثلث أو أقل بقليل وهذا يستلزم عرضا آخر ليس هنا مجاله


-ما يعنينا هنا أن السلطة في شمال اليمن (الهضبة الزيدية) أو النخبة أو السياسيين لا مانع لديهم من أن يكون الحوثي جزءا من حكومة مستقبلية، بل حتى أن يستلم السلطة إذا وصلها بطرق نزيهة عبر الصندوق, المهم أن تبقى السلطة في يد مكون من مكونات الهضبة سلاليا أو قبليا أو حزبيا


-وهذه إشكالية الإصلاح وهو المسمى اليمني لجماعة الإخوان المسلمين ، لا مانع لديهم من تقاسم السلطة مع أي أحد حتى لو كان عميلا لإيران للنخاع ولذلك تستمر معاناتهم، ويظن بذلك أي الإصلاح أن الدولة العميقة في الهضبة الزيدية المتواجدة منذ أكثر من ألف عام ستقبل بهذه التسويات وانصاف الحلول، لكنه أي الإصلاح =  الإخوان هو من يتماهى مع إيران وأدواتها كحال أي فرع لهذه الجماعة في الوطن العربي


-صراع شمال اليمن صراع تقاسم نفوذ وسلطة بين القوى المكونة للهضبة وأقصى ما سيستطيع المؤتمر والإصلاح فعله لو سلمنا أنهم يستطيعون هو رد الحوثي إلى صعده، او تلك المناطق التي كان يطلق عليها علي عبدالله صالح (شمال الشمال)، وهي مناطقه التاريخية 


-أما قضية جنوب اليمن فهي مختلفة تماما، هي بحث عن وطن ورغبة في فض شراكة وفك ارتباط ألزم أهل السنة طوال فترة حكم علي عبدالله صالح وفي التلفزة اليمنية الرسمية سماع الأذان بصيغة حي على خير العمل الزيدية ، مع وجبة يومية من الموشحات الزيدية ذات الصوت المزعج.


الأستاذ والباحث : إبراهيم بالحمر



قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث