إمارة علي بن أبي طالب أم إمارة مالك الأشتر
قامت إمارة علي بن أبي طالب على ساعد مالك الأشتر فلما قتل الأشتر تهاوت إمارة علي بن أبي طالب فورا كأن لم تكن
ومن الثابت للجميع أن الأشتر كان من أبرز المحاصرين لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه, وفي أثناء حصاره تعرض مالك الأشتر لعرض رسول ﷺ بالسوء
أ - تعرضه لأم المؤمنين صفية رضي الله عنها
حدثنا أبو محمد الأنصاري قال: جاءت صفية وعثمان رضي الله عنه محصور فقالت: ما نقمتم على أمير المؤمنين فأنا له ضامنة. فجاء الأشتر فقال: من هذه؟ قال: صفية فجعل يضرب وجه بغلتها بالسوط حتى رجعت
وفي رواية
فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت وحتى قالت: ردوني لا يفضحني هذا الكلب، فوضعت خشبا بين منزلها ومنزل عثمان رضي الله عنه تنقل إليه الطعام والشراب.
ب-تعرضه لأم المؤمنين أم حبيبة
عن حميد بن هلال: أن أم حبيبة أم المؤمنين دخلت على عثمان رضي الله عنه - وهي في خدرها، وهو محصور - فاطلع رجل منهم في خدرها فنعتها للناس، فقالت: ماله قطع الله يده وهتك عورته!! قال فخرج في بعض تلك الهزاهز , فقطعت يده ,وذهب على وجهه يشتد وعليه إزار فوقع من عنقه فبقي عريانا يشتد، وأصابه ما دعت عليه.
وعن الحسن قال: رأيت كف امرأة من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وذراعها قد خرجت من بين الحائط والستر وهي تقول: إن الله ورسوله قد برئا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. وذلك يوم قتل عثمان رضي الله عنه.
(قيل إنها أم حبيبة وقيل إنها صفية شك الراوي)
ج-أم المؤمنين عائشة
بعد موقع الجمل توجه عمار بن ياسر والأشتر لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال عمَّارٌ: السَّلامُ عليكِ يا أُمَّتاهُ، فقالت: السَّلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى، حتى أعادَها عليها مَرَّتَينِ أو ثلاثًا، ثم قال: أمَا واللهِ إنَّكِ لَأُمِّي وإنْ كَرِهتِ،قالت: مَن هذا معك؟ قال: هذا الأشتَرُ، قالت: أنتَ الذي أرَدتَ أنْ تَقتُلَ ابنَ أُخْتي؟ قال: نَعَمْ، قد أرَدتُ ذلك وأرادَه، قالت: أمَا لو فَعَلتَ ما أفلَحتَ، أمَّا أنتَ يا عَمَّارُ، فقد سَمِعتَ -أو سَمِعتُ- رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مُسلِمٍ إلَّا من ثلاثةٍ: إلَّا مَن زَنَى بعدَما أُحصِنَ، أو كَفَرَ بعدَما أسلَمَ، أو قَتَلَ نَفْسًا فقُتِلَ بها.
فهذا مالك الأشتر لم تسلم منه أمهات المؤمنين وعرض الرسول الأمين فضلا عن حصاره لعثمان رضي الله عنه وقيادته لجيوش علي بن أبي طالب
فمن أقوال علي بن أبي طالب فيه
أ-فلما بلغه نعيه قال : إنا لله ، مالك ، وما مالك ! . وهل موجود مثل ذلك؟ ! لو كان حديدا ، لكان قيدا ، ولو كان حجرا ، لكان صلدا ، على مثله فلتبك البواكي,وقال بعضهم : قال علي : " للمنخرين والفم " . الذهبي سير أعلام النبلاء
ب-وقال ابن حجر : (وروي: أنّ عليّاً نعاه إلى قومه، وأثنى عليه ثناء حسناً)
[تهذيب التهذيب ج10 ص10–11].
ج-وقد سماه علي بن أبي طالب سيف من سيوف الله وأنه أرسله لقتال الكفرة يعني أهل الشام فقال سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام أيام الخوف، و لا ينكل عن الأعادي حذار الدوائر، أشد على الكفار من حريق النار، وهو مالك ابن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له و أطيعوا، فإنه سيف من سيوف الله، لا نابي الضريبة، و لا كليل الحد، فإن أمركم أن تقدموا فأقدموا، و إن أمركم أن تنفروا فانفروا، فإنه لا يقدم و لا يحجم إلا بأمري، و قد آثرتكم به على نفسي، لنصحه لكم، و شدة شكيمته على عدوكم،عصمكم الله بالهدى، و تبتكم على اليقين، و السلام (تاريخ الطبري، ج 5 ص 96.)
د- وصفه علي بن أبي طالب أيضا بالتالي: «فإنه ممن لا يخاف رهقة و لا سقاطه و لا بطؤه عما الإسراع إليه أحزم، و لا الإسراع إلى ما الإبطاء عنه أمثل (تاريخ الطبري، ج 4 ص 567)
هـ- وحين هلك الأشتر نعاه علي بن أبي طالب فقال:ألا أن الرجل الذي وليته مصر، كان رجلا لنا مناصحا، و هو على عدونا شديد، فرحمة الله عليه، فقد استكمل أيامه، ولاقى حمامه، و نحن عنه راضون، فرضي الله عنه، و ضاعف له الثواب و أحسن له المآب (تاريخ الطبري ج 5 ص 97.)
لذلك كان مالك الأشتر قلب وعين وساعد علي بن أبي طالب , فبمجرد هلاكه انتهى علي بن أبي طالب سياسيا وعسكريا وفقد كل شيء وتهاوى سلطانه تباعا وصار كأن لم يكن
انتهى
الأستاذ الباحث : ابراهيم بالحمر
إرسال تعليق