خراسان والهاشميين ..!!
كان هذا الإقليم قبل الفتح العربي الإسلامي يسكنه في الغالب الفرس عدا الجزء الشمالي منه حيث يسكنه الهياطلة الترك ويعنى أسم خراسان (مكان طلوع الشمس) مشتق من عبارتين (خور) أي الشمس و(اسان) وتعني طلوع على أي حال نحن اليوم مع الفرع العباسي ذوو الرايات السود والقلوب السود ..
ذكر أبن كثير في البداية والنهاية:
لما كان ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان في هذه السنة أي (سنة 129) السوداء على العرب والإسلام الى يومنا هذا
▪️عقد أبو مسلم الخرساني اللواء الذي بعثه إليه أبراهيم الأمام ويدعى الظل على رمح طولة أربعة عشر ذراعاً ومعنى تسمية الظل أن الأرض كما أنها لاتخلوا من الظل فكذلك بنو العباس لاتخلو الأرض من قائم منهم ، وعقد الراية التي بعث بها أبراهيم الأمام أيضاً وتدعى السحاب ، على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعاً وهما سوداوان ومعنى تسمية السحاب أن السحاب كما يطبق جميع الأرض كذلك بنو العباس تطبق دعوتهم أهل الأرض ..
وهو يتلو قوله تعالى(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) [الحج 39] نعم لقد أطبقت هذه الدعوة على جماجم العرب في خراسان حينها حيث ولم تبقي ولم تذر كل من يتحدث العربية وأما السحاب فقد أمطرت على العرب الويلات تلو الويلات من تدمير للعقيدة ومحاربة للدين القويم والقول بخلق القرآن ونشأة الفرق الباطنية على أختلاف مسمياتها وأزدهار الفلسفة التي تدعوا للزندقة وظهور دويلات العجم التي لاتحصى والتي مهدت بدورها لحكم الأعاجم للعرب حتى مطلع القرن العشرين الميلادي ..
وانظر إلى خبث السريرة كيف أستخدم العباسيين الآيات بغير مواضعها ومقاصدها بحيث تحقق أغراضهم الشيطانية الخبيثة خبث سرائرهم وأي ظلم أيها الظالمون تعرضتم له إلا بخروجكم على دولة العرب والإسلام دولة بني أمية أعظم دولة عرفها العرب والإسلام وأي جريمة اقترفت بحق العرب والإسلام ارتكبتموها بتحالفكم مع الأعاجم من فرس وترك ولاغرابة في أن يتولى المجرم التركي أبو مسلم الخرساني إدارة هذه المذبحة والمؤامرة الأعجمية الكبرى
والأمر أكبر من راية ولواء بعثهما الخبيث أبراهيم الأمام للمجرم أبو مسلم الخرساني ..
وبالرغم من أن هذا الخبيث
المدعو عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب المعروف ب ( أبو هاشم ) هو من الرؤوس المدبرة لهذه المؤامرة الكبرى التي أطاحت بالدولة العربية الأموية وعموم الهاشميين كذلك كان دورهم مبكرا، وكذلك هذه المؤامرة ونحن نجزم أنها قد بدأت في أواخر عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ثم في عهد أبو بكر رضي الله عنه في حروب الردة فلم تكن فقط منعا للزكاة أو خلاف على زعامة قريش كما يتوهم الكثيرون ولكن الله حفظ دينه بأن قيظ لهذه الأمة أبو بكر حيث تم سحق هذه المؤامرة المانوية الباطنية وكان رأس الشر في هذه الحرب والمؤامرة (مسيلمة الكذاب) الذي كان كان يتردد على الهند كثيراً قيل انه كان بحارا وقد تعلم الشعوذة والسحر وتدخين القنب الهندي وقد ذكرت روايات عدة أنه لم يبايع وبالطبع كان للدولة الساسانية دور كبير في هذه الأحداث بل أنها كانت العقل المدبر لهذه المؤامرة حيث جندت سرا ذوي الأصول الفارسية في الجزيرة العربية حينها وتفرعت وتنوعت طرقها حيث يعلم الفرس أنهم أول من سيسقط حينما يتم توحيد الجزيرة العربية على دين واحد ، فدبروا ومكروا مكر الليل والنهار لكن الله متم نوره وكما أسقط الفرس المسيحية من قبل بخرافة التثليث حيث أدعى ماني أنه يؤمن برسالة المسيح و لايؤمن برسالة موسى عليهم السلام ، وقد فصلنا في ذلك في تغريدة سابقة قبل عدة أشهر وأوضحنا حينها الدور الهندي والفارسي بل وذهبنا أبعد من ذلك حيث ذكرنا أن للصين دور أيضا لكن المعلومات شحيحة فيما يتعلق بذلك .. وخلاصة القول أن هذه المؤامرة التي إغتالت عمر وعثمان رضي الله عنهما وقبلها محاولة قتل الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وخيبر
مما لاشك فيه أن لها امتداد في الجزيرة العربية ولها أتباع كثر ، ولاشك أن هذا يحتاج لبحث وجهد كبير واستنتاج وربط للأحداث بعضها ببعض وتاريخنا ملئ بالأقفال والالغام الشعوبية التي تحتاج لكسر أقفالها وتفكيك ألغامها... وللحديث بقية.
الأستاذ: محمد الزغيبي
إرسال تعليق