الأساطير المؤسسة لوثنية آل البيت

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق



الأساطير الموسسة لوثنية آل البيت

من أحاديث فضائل في السنة، إلى أصول تؤسّس للتشيع؟

كثير من الأحاديث والقصص التي دارت حول فضائل علي بن أبي طالب وأهل بيته، نقلت في كتب أهل السنة في أبواب الفضائل والمناقب، لا العقائد والنصوص الملزمة. بعضهم صححها، وبعضهم ضعفها، وكثير منهم أوردها استشهادًا أو في سياق نقاشي أو مقارن، لا إثباتًا لعقيدة أو نصّ على إمامة. لكن من وضعها كان يقصد بها أكثر من ذلك بكثير. فالحقيقة أن كثيرًا من هذه الأحاديث لم تكن عفوية أو بريئة، بل وضعت لهدف محدد: إرساء فكرة تفضيل علي وذريته تفضيلًا جينيًا وسلطويًا وماليًا، واعتبارهم طبقة مصطفاة فوق سائر الناس. وقد شكلت هذه الأحاديث النواة التي بني عليها التشيع الإمامي، لا على أساس الفضيلة، بل على أساس الإمامة والعصمة والتوريث السلالي للسلطة. علماء الحديث من أهل السنة تعاملوا معها كفضائل فحسب، وأولوها على هذا الأساس، ولم يروا فيها دليلًا على أي امتيازات سلالية. لكن مهما بلغ التأويل في الحسن، فلن يُلغي الغرض الأصلي للنص الموضوع؛ فالواضع أدرى بمقصده من المؤوِّل، وأسبق فهمًا لما دبّجه وصاغه، وأوعى بسياقه وغايته. ومهما اجتهد المؤوِّل في صرف الحديث عن دلالته الأصلية، فإن النص يبقى شاهدًا على الغرض الذي وُضع من أجله. تلك هي الحقيقة المُغفَلة: من وضع هذه الروايات كان أعمق قصدًا، وأخبث نية، وأوضح هدفًا، ممن جاء بعده يُجمّلها بحسن الظن أو يطوّعها بالتأويل. ومن أبرز هذه الأحاديث التي أصبحت لاحقًا أساسًا لفكرة التشيع: حديث الغدير حديث الثقلين حديث الكساء حديث المباهلة حديث المنزلة حديث السفينة حديث مدينة العلم حديث "أقضاكم علي" حديث "لا يحبك إلا مؤمن" حديث "تصدق علي وهو راكع" حديث "الأئمة اثنا عشر" "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" حديث "الخُمس لنا" حديث "لا تحل لنا الصدقة" قصة باب خيبر قصة المبيت على فراش النبي قصة مبارزة عمرو بن ودّ ومرحب أغلب هذه الأحاديث وردت في كتب علماء السنة بدافع حسن النية، وباعتبارها أحاديث فضائل لا تخالف أصول العقيدة. لكن مع مرور الوقت، استخدمت هذه النصوص لإثبات الإمامة والعصمة والحق المالي لمن سموا بـ"آل البيت"، وتم توظيف وجودها في كتب موثوقة كدليل على صحة مذهبهم. وهكذا تحولت "الفضائل" إلى "نصوص عقدية"، وتحول "الاحترام" إلى "حق إلهي"، وصارت هذه الأحاديث سلاحًا في يد من أراد بناء دينٍ موازٍ للإسلام، يقوم على امتياز النسب، والتفوق الجيني، والحق السلطوي والمالي. لقد آن الأوان لإعادة النظر في هذه الروايات، لا بردها تعسفًا، ولا بقبولها سذاجة، بل بدراسة متونها وأسانيدها، ورجالها، وطرقها، وأسبابها، وبتحرير معانيها من الغرض الذي أُنشئت لأجله، وقراءتها في سياقها التاريخي والسياسي، وتفكيك هذا اللبس الخطير بين الفضل والحق، بين المحبة والاصطفاء، وبين المكانة والسلطة. فما بين حديث فسر كفضيلة، ووظف كعقيدة، تأسس مشروع سلالي طائفي كامل، لا بد من كشف جذوره، ونقض أساطيره.


الأستاذ : عبدالكريم عمران


قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث