إيران والحنان الغربي والشرقي

ستنتهي المعركة بانقسام بين المرشد والحرس الثوري من جهة والجيش الايراني والمؤسسات المدنية والمعتدلين من جهة

حالة من تبادل الصورة الطبقية في إيران عبر التاريخ

صراع ماني وموبذ موبذان كارتير ، صراع الطبقة السفلى والطبقة الأرستقراطية، يقتل كارتير الزرادشتي ماني عديم الأصل ويصلب في جنديسابور

ليعود مزدك ثائرا لإمامه ماني فيستحل أموال وأعراض تلك الطبقة ، صراع تقيأته الدولة العباسية الفارسية عبر ثورة الزنج والقرامطة والبابكية والخرمية

وصراع ايران قديم وايران عبارة عن كتلة أزمات طوال تاريخها الحديث من أيام الصفويين والافشاريين والزنديين والقاجاريين مرورا بالولي السفيه, حركة سقوط ونزاع داخلية مستمرة

الخلاف ظهر وانتشر أيام انتخابات أمير موسوي التي نزل فيها الشعب الايراني في الشوارع معترضين على سلطة خامنئي والحرس الثوري

كانت مظاهرات عارمة شملت إيران بالكامل وتم قمعها بكل وحشية حتى من يصنف معتدل من المعممين نكلوا به ، تم اغتصاب محمد سعيد ابطحي نائب الرئيس محمد خاتمي في سجن ايفين الشهير في طهران

استمرت جذوة المظاهرات تظهر وتخفت حتى كانت مظاهرات العام الماضي التي تم فيها احتقار كل مظهر عمامة ودين امامي شيعي من قبل المراهقين

بالنسبة للايرانيين لم يعد للعمامة وال البيض الفاسد أي قيمة لانهم يريدون الحياة بنمط علماني نظرا لقذارة الثيوقراطية الدينية التي حكمتهم منذ نصف قرن ترجم فيه علي خامنئي نظريات سيد قطب الاقتصادية العفنة على إيران كما ترجم وشقيقه محمد نصوصه ومؤلفاته على الاوراق

وقد قال صديقي مرة : إذا أردت أن تنظر لنموذج سيد قطب كدولة فانظر لجمهورية ايران (اللاإسلامية بطبيعة الحال)

إيران التي حوت تلك المناطق التي كانت في يوم من الأيام كأصفهان تتعصب لمعاوية بن أبي سفيان تذوب بكليتها في التشيع ثم تتشبع منه وتتقيؤه وكأنها كانت تنتظر قاصمة خارجية تهده بعد سلسلة حاولوا فيها من الداخل وفشلوا

ولو عدنا للشخصية الابرز والمرغوبة غربيا في حال فكك النووي الايراني واستسلمت أو انشق الجيش مثلا فهذه الشخصية هي محمد جواد ظريف الذي اصطدم بالمرشد خامنئي وعارضه وهو الذي رقص مع كاترين اشتون امينة الاتحاد الاوروبي أيام مفاوضات النووي

إيران تمرض ولا تسقط لأن الغرب كل الغرب والشرق كل الشرق لا يريدها أن تسقط ، ولنا في سقوط الدولة الصفوية في إيران على يد الهوتاكيين الأفغان أكبر دليل

الحسابات الحالية يندفع فيها نتنياهو وترامب بنبوءات الكتاب المقدس ، نبوءات حول الفرات وهرمجدون والملائكة أو الملوك أو الشياطين الأربعة المصفدين في النهر ، ملحمة في الفرات لجيش قادم من الشرق بعد جفاف الفرات عشرات المواضع ذكر فيها الفرات في الكتاب المقدس منها آية هي بنصها حديث البخاري ومسلم عن جفاف الفرات

قام العثمانيون والروس بانتشال بقايا الدولة الصفوية يوم غرقت على يد الأفغان، وسارعت الدبلوماسية الفرنسية لحل الخلافات الروسية العثمانية بسرعة لتعود إيران هكذا يريد الغرب والشرق ليجعلوها حالة نشاز وسط العالم الاسلامي

ولم يكن عند العثمانيين الذي حاربوا الأفغان بكل قوة أي بأس أن يعود عليهم نادر شاه افشار ليحاصر بغداد ثلاث مرات حتى يأكل اهلها الميتة ويصول على كركوك ويهدد الموصل والدولة العثمانية تعمل دور المراقب وترسل القوات للدفاع لا للهجوم وتؤكد على ذلك

ثم تنتهي تلك المهزلة بمؤتمر النجف الذي اقر أن الشيعة الاثنى عشرية مسلمون في مقابل توقف الايرانيين الاثنى عشرية عن سب أبي بكر وعمر ونسوا عثمان كالعادة في ترسيخ متكرر لصورة الشيخين وليس الشيوخ الثلاثة

سلسلة مؤتمرات كانت أعظم المؤامرات علينا منذ مؤتمر نهاوند إلى مؤتمر نيسابور مرورا بمؤتمر النجف كانت إيران هي الطرف الداعي له

كان التشيع الامامي سيقضى عليه تماماً على يد عبدالمؤمن التشيباني حفيد هولاكو ، يوم دخل قبر الرضا في مشهد وقتل كل شيعي فيه وبدأ بسدنته من ذرية علي الرضا حفيد حسين بن علي

انتهى عبدالمؤمن من إيران فاستأذن سليمان القانوني في أن ينهي التشيع في جنوب العراق، لكن حسابات العثمانيين دائما مختلفة ، كيف ينهون الصفويين وزاويتهم في الأساس تأخذ عطاءها من محمد الفاتح، ويهنئ بايزيد الثاني الشاه الصفوي باحتلال العراق

إذن إيران والفرس هم الدولة العميقة والنظام العالمي من روما وبابويتها ورموز كنيستها ولون شعاراتها المستقاة من الفرس وكذلك البندقية وتجارتها وحتى الصين وبوذا يوم نشرت بذورها شرقا لتخترق البوذية والطاوية

الأستاذ والباحث : ابراهيم بالحمر