لماذا يعاد نبش التاريخ؟ عدوكم هو الحوثي، وليس التاريخ.
هكذا يرد علينا كثير ممن يدعون المعرفة: يقولون "عدوكم الحوثي، لماذا تربطونه بالإمام علي والحسين وزيد؟ ما الفائدة من نبش أحداث التاريخ وفضائل الصحابة؟ تلك أمة قد خلت."
ونحن نقول لهم: الحوثي في صنعاء ليس مجرد جماعة مسلحة سيطرت على العاصمة ومؤسسات الدولة، بل هو مشروع ديني سياسي قائم على فكرة "الحق الإلهي" في الحكم. أنصاره يهتفون بولائهم له: "نتولى من أمر الله بتوليه، سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي، ونعادي من عاداه." إنهم يجندون الأتباع تحت شعار مناصرة آل البيت، ورفع ما يزعمون أنها مظلوميتهم، واسترجاع ما يدعون أنه حق مغتصب.
وجودهم في صنعاء مرهون بإيمان الناس بحقهم في السيادة، كسلالة مصطفاه ورثت هذا الحق عن أسلافها الذين اختارهم الله وأوصى بولايتهم نبي الله. وهم لا يدخرون وسعًا في نشر هذه المعتقدات من خلال:
1. التعليم والتلقين العقائدي:
بعد محاربة التعليم وتجويع المعلمين وتجنيد الطلاب في المليشيات، وإغلاق دور القرآن والسنة، فرض الحوثيون مناهج طائفية تربط القيادة بـ"آل البيت" ووجوب الطاعة لهم.
كما نظموا معسكرات صيفية للأطفال والمراهقين لغرس الولاء والكراهية ضد المخالفين وربط رفض الحوثي بالكفر والخيانة.
2. الدورات الثقافية والطائفية:
إلزام الموظفين والعسكريين والوجهاء بحضور دورات مكثفة تقنعهم بأن الحوثي "ولي الله"، وأن أي معارضة له تعني معارضة الله ورسوله.
كما تستخدم تقنيات غسل الدماغ بالتكرار المستمر للخرافات وتخويف الناس من العواقب الدنيوية والأخروية لمخالفة الجماعة.
3. السيطرة على المنابر الدينية والإعلامية:
توظيف خطباء المساجد ووسائل الإعلام المحلية لبث الدعاية الحوثية، وتحويل الخطب إلى محاضرات تمجد الحوثي، وتكفر معارضيه، وتروج الروايات التاريخية المشوهة لخدمة مشروعهم السلالي.
4. توظيف القضايا والمناسبات:
مثل قضية فلسطين والمولد والغدير لتسويق ولاية الحوثي.
5. التضييق والقمع:
إسكات المخالفين واعتقال العلماء والمثقفين وكل من لا يؤمن بفكرة الولاية وفضل السلالة، وإجبار الناس على ترديد الشعارات الحوثية وحضور الفعاليات الطائفية.
6. استغلال الفقر والحاجة:
تقديم المساعدات بشرط الولاء والانضمام للأنشطة والدورات، وتوظيف أموال الزكاة لاستقطاب الفقراء والمعوزين.
نتيجة هذه الأساليب، أصبح الكثيرون مقتنعين بأن الحوثي يمثل الإسلام الحقيقي، وأن رفضه يعني رفض الدين.
الأستاذ الشيخ : عبدالكريم عمران
إرسال تعليق