صور من السطو السلالي

السطو على خيرية الأمة خيرية آخر الزمان في أمة محمد لا في سلالة علي. قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). ولو سألت طفلا: من المقصود بالأمة؟ لقال: الأمة الإسلامية كلها. لكن السلاليين قالوا: بل المقصود علي وسلالته! السطو على وراثة الكتاب قال تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير). فالمعلوم أن "الذين اصطفينا" هم أمة الرسالة كلها: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة). فأمة محمد جميعا هم ورثة الكتاب. لكن السلاليين قالوا: نحن وحدنا ورثة الكتاب وأهل الاختصاص بالدين! السطو على الرسالة قال تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد). أي إنما أنت نذير تخوف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات، ولكل قوم نبي يهديهم إلى ربهم بما آتاه الله، كما هي وظيفتك. ما أنت إلا نبي هداية مهمتك إبلاغ النذارة من الله إلى هؤلاء الكفار لا بما يقترحون. لكن السلاليين قالوا: محمد هو المنذر، وعلي والأئمة من بعده هم الهادون! السطو على ولاية المؤمنين قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). و(وهم راكعون) أي خاضعون لله، وهي لجميع المؤمنين بعضهم أولياء بعض: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). لكنهم خصوها بعلي، واخترعوا حديثا موضوعا أنه تصدق بخاتمه وهو راكع! السطو على خيرية أمهات المؤمنين قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). والآيات كلها في نساء النبي، لكنهم أخرجوا أمهات المؤمنين من بيت النبي الذي هو بيتهن، وأدخلوا عليا وزوجه وابنيه ليستولوا على فضيلة أهل البيت! السطو على مقام الرسول آية المباهلة نزلت في محاججة بين عقيدتين ومجتمعين، لكنهم جعلوها خاصة بهم لتصوير علي بمنزلة الرسول، وأتوا بأحاديث لا تصح لتأييد تأويلهم الفاسد. السطو على عطاء الكوثر قال تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر). أي الكثرة من كل خير: كثرة الأتباع، وكثرة المحبين لكل حتى من غير المسلمين، وكثرة الذكر، وكثرة الخير، وكثرة الصلاة على النبي، وكثرة المنافع وأوجه الخير التي عمت البشرية بسببك، … لكنهم قالوا: بل المقصود فاطمة ونسلها! السطو على عطاء الكوثر قال تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر). والمعنى: اعطيناك عوضًا عن الاولاد ، الكثرة من كل خير؛ كثرة الأتباع والمحبين، وكثرة الذكر، وكثرة الصلاة عليك، وكثرة المنافع والبركات التي عمت البشرية ببركة رسالته. لكنهم صرفوا المعنى إلى فاطمة ونسلها! السطو على فضل الصحابة قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه). والمقصود الصحابة الكرام، لكنهم قالوا: ليسوا الصحابة، إنما علي وبضع نفر معه! --- الخلاصة لقد طال السطو السلالي كل خيرية وفضل ورد في كتاب الله، سواء أضيف إلى النبي، أو إلى أمهات المؤمنين، أو إلى الصحابة، أو إلى الأمة كلها أو إلى البشرية. لم يتركوا فضلا عاما ولا خاصا إلا حرفوه عن معناه الحق، ليجعلوه حقا مزعوما وامتيازا سلاليا..

الأستاذ الشيخ : عبدالكريم عمران