إتفاقية الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية و دولة باكستان

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق



إتفاقية الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية و دولة باكستان


حين أشرقت شمس الدولة الأُموية على أطراف المشرق ، لم تقتصر أنوارها على جزيرة العرب والشام والعراق ، بل امتدت إلى أقاليم بعيدة حملت على أرضها إرثاً جديداً من العروبة والإسلام ، فبأمرِ الخليفة الأُموي الراشد الوليد بن عبدالملك لأبي محمد والي العراقين الحجاج بن يوسف الثقفي انطلقت جيوش الفتح بقيادة القائد الشاب محمد بن القاسم الثقفي نحو بلاد السند التي تُعرف اليوم بجمهورية باكستان الإسلامية لم يكن ذلك الفتح حملة عابرة ، بل كان بداية تاريخٍ جديد دخل فيه الشعب الباكستاني إلى الإسلام دخول محبٍّ متشربٍ بالقيم العربية ..


كان محمد بن القاسم تجسيداً لعبقرية القيادة الأُموية صلابة في الميدان ، وذكاء في السياسة ، وحكمة في التعامل مع الشعوب ، ففتح السند لم يكن بالسيف وحده ، بل بالعدل الذي استقر في القلوب ، وبالرحمة التي حملها الفاتحون أحب أهل السند الإسلام وأهله ، فدخلوا فيه أفواجاً ، وتجلَّى حبهم في تسمِّيهم بالأسماء العربية ، وعلى رأسها اسم "محمد" الذي صار رمزاً للانتماء الروحي والوجداني محمد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، محمد بن القاسم القائد الفاتح محمد الاسم الذي التصق بوجدان الشعب الباكستاني حتَّى يومنا هذا ..


لم تفارق باكستان الإسلام منذ ذلك الفتح العظيم ، بل أصبحت حصناً من حصون الأمة ، وعمقاً استراتيجياً للعرب الشعب الباكستاني لا يزال يحتفي بالاسم العربي محمد ، فهو عندهم ليس مجرد اسم ، بل هو ذاكرة ورسالة نبي الإسلام ، وأبو محمد الحجاج والي العراقين الذي أرسل القائد محمد بن القاسم الذي حمل راية الفتح ، ثمَّ اليوم الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية العظمى ورئيس مجلس الوزراء الذي يُجسِّد زعامة جديدة تجمع بين العروبة والقوة والنهضة ..


اليوم ، ومع توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين دولة العرب العظمى المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية النووية يطل على التاريخ فصل جديد يقف الأمير محمد بن سلمان زعيم الشرق الأوسط وريث مجد العرب ، وداهية العرب السادس ، ليُعيد وصل الحاضر بالماضي ، فالاتفاقية ليست ورقاً يُوقَّع ، بل هي إعادة إحياءٍ لمعنى الفتح ذاته تحالف القوة العربية السعودية مع الشقيقة النووية باكستان ليثبت للعالم أن الإسلام لا يزال حياً نابضاً ، وأن العرب هم قلبه النابض ..


إن دولة العرب السعودية العظمى ليست مجرَّد دولة معاصرة ، بل هي الامتداد الطبيعي لدولة العرب العظمى الأُموية التي حملت رايات الفتح ، ونشرت لسان العرب ، وأعلت من شأن الأمة ، واليوم تواصل السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان هذا الدور لتكون راعية العرب وسيدة الشرق الأوسط وحامية حمى الإسلام ، وحليفاً استراتيجيًا لباكستان منذ أن دخلت الإسلام على يد العرب الفاتحين وحتى عهد القوة المشتركة والنهضة الحديثة ..


إن توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية العظمى وباكستان الإسلامية النووية ليس حدثاً عادياً في سجلات السياسة ، بل هو تجديد لبيعة التاريخ ، وإحياء لرسالة الفتح الأُموي ، وتجسيد لوحدة العرب والمسلمين ، فما بين محمد بن القاسم فاتح السند ومحمد بن سلمان عظيم العرب يظل اسم محمد خيطاً ناصعاً يربط الماضي بالحاضر ، ويكرِّس أن السعودية اليوم هي الامتداد الحيَّ لدولة العرب العظمى منذ بزوغ فجر الإسلام .


الأستاذ : وليد الزهراني


شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث