ضعف حديث العشرة المبشرة
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى الصحابة المخلصين وكل من تبعهم إلى يوم الدين وبعد..
حديث العشرة المبشرة بالجنة المشتهر على ألسنة الوعاظ والخطباء المتصدرين؛ هو حديث ضعيف في متنه المضطرب وسنده، وهذا الحديث تجاهله كل من البخاري ومسلم ولم يذكراه في كتابيهما..
انقل لكم متن الحديث بإختصار ..
( عشرةٌ في الجنَّةِ : أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ ، وعُمرُ في الجنَّةِ ، وعليٌّ وعثمانُ والزُّبَيْرُ وطلحةُ وعبدُ الرَّحمنِ وأبو عُبَيْدةَ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ . قالَ : فعدَّ هؤلاءِ التِّسعةَ وسَكَتَ عنِ العاشرِ ، فقالَ القومُ : ننشدُكَ اللَّهَ يا أبا الأعورِ منِ العاشرُ ؟ قالَ : نشدتُموني باللَّهِ ، أبو الأعوَرِ في الجنَّةِ )
الحديث أخرجه الترمذي (3748) واللفظ له، وأبو داود (4649)، والنسائي في (الكبرى) (8137) بنحوه.
قبل ان أُبين ضعف الحديث من حيث السند.. انقل لكم كلام مهم يتعلق بالمتن للأخ الأستاذ والباحث: إبراهيم بالحمر وفقه الله، والذي أوجز ضعف المتن بعدة نقاط :
لو سلّمنا جدلا بصحة حديث العشرة المبشرين بالجنة وأنا لا أسلّم بصحته لأنه صحح بمجموع طرقه لكن لو سلّمنا جدلا بصحته سنجد أن مواقف علي بن أبي طالب مع باقي المبشرين كالتالي :
1- تأخر عن بيعة أبي بكر الصديق 6 أشهر ثم لمّا بايعه قال له (استبددت بالأمر علينا وكنا نرى لنا حقا) يعني أن أبا بكر مستبدّ حاشاه رضي الله عنه والرواية متفق عليها في الصحيحين .
2- قام ولده حسين بجذب عمر بن الخطاب من ثوبه وهو يخطب ليقول له انزل عن منبر أبي وفي رواية عن منبر جدي, حتى أمسكه عمر وقال له: يا غلام من علمك هذا؟
3- اتهم كل من حكيم بن حزام وسعيد بن العاص والوليد بن عقبة بن أبي معيط ومروان بن الحكم ونائلة بنت الفرافصة زوج عثمان عليَّ بن أبي طالب بالاشتراك المباشر في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وقام حسان بن ثابت بالتعريض به, فضلا عن الاتفاق العام بين الصحابة بأنه آوى قتلة عثمان ولم يسلّمهم للقصاص ولم يقتص هو منهم وكان هذا شعار معاوية وعمرو بن العاص وأمهات المؤمنين وباقي الصحابة .
4- قامت قوات علي بن أبي طالب يوم الجمل بقتل الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله ولم نجد أثرا ولو كان أثرا مكذوبا أن عليّا اقتصَّ أو ثأر أو عاقب من قتل طلحة والزبير رضي الله عنهما والقتلة من جنوده وقواته .
5- قام كل من سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهما بالخروج من المدينة والامتناع عن بيعة علي بن أبي طالب .
6- يتبقى لنا عبدالرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ولو فتشنا فقد نجد مواقفا مشابهة .
7- وهؤلاء يشكلون 70% من العشرة المبشرين بالجنة كانت مواقف علي بن أبي طالب معهم بهذا الشكل .
8- أعيد هذا لو سلمنا بصحة حديث العشرة المبشرين بالجنة .
انتهى كلامه حفظه الله..
سند الحديث..
الحديث يكثر في سنده الموالي ولم يرد ذكره في الصحيحين .
في سنده ”موسى بن يعقوب الزمعي“
قال عنه ابو داود السجستاني: صالح وله مشايخ مجهولون!
وقال عنه احمد بن حنبل : لا يعجبني حديثه
وقال عنه ابن حجر العسقلاني : صدوق سيء الحفظ
وقال عنه الذهبي : فيه لين
وقال عنه النسائي: ليس بالقوي
وقال عنه الدارقطني : لا يُحتج به
وقال عنه علي بن المديني ك ضعيف الحديث منكر الحديث
وفي السند أيضاً : محمد بن اسماعيل بن دينار
قال عنه احمد بن حنبل : لابأس به
وقال عنه ابن حجر العسقلاني : صدوق، تكلم فيه أبن سعد بلا مستند
وقال عنه ابو حاتم السبتي : ربما أخطأ
وقال عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي : كثير الحديث، وليس بحجة.
الخلاصة : الحديث ضعيف متناً وسنداً ولا يُحتج به، ونذكر هؤلاء المشايخ الذين يصححون الأحاديث الضعيفة والموضوعة ”بمجموع الطرق“ ثم ينشرونها بين الناس وقد تحمل هذه الأحاديث وأمثالها أنفاس شعوبية وأقفال فارسية تمس سلامة الدين والمعتقد.. نذكرهم بأن يتقوا الله ونذكرهم ايضا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
أبوالحارث الدليمي
إرسال تعليق