المملكة العربية السعودية - بيت العرب

الكاتب: مركز الفكر الرابع للدراسات والبحوث العلميةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق


 المملكة العربية السعودية - بيت العرب

في زمنٍ اختلطت فيه الأنساب وضاعت الهويات بين اللغات واللهجات تبقى المملكة العربية السعودية بيت العرب الأول ، وعمود خيمتهم الراسخ ، ومنارة الأصل التي لا تطفئها عواصف الحقد ولا أهواء الشعوبيين ، فهي ليست دولة طارئة في التاريخ ، بل هي التاريخ نفسه صيغت في قلب الجزيرة التي أنبتت العروبة وعلَّمت العالم معنى الكرامة والعزيمة .. 


المملكة العربية السعودية هي الامتداد الطبيعي لذلك العمق القبلي والثقافي الذي صاغ الوجدان العربي منذ أن كان العربي يفاخر بلغته ومروءته وسيفه ونبله ، فالأرض التي تحتضنها السعودية اليوم هي أرض المركز التي خرجت منها العروبة ، لا استعارةً ولا تبنِّياً بل نسباً ودماءً ولساناً وفطرة .. 


المملكة العربية السعودية هي الأرض التي على رمالها تفتَّقت أولى الكلمات العربية ، وفي جبالها وسهولها عاش العربي على فطرته نقياً لم يفسده استعجامٌ ولم يلطِّخه انتماءٌ دخيل ، ومنها انطلقت الهجرات التي شكَّلت الوجود العربي في كل الأصقاع ، فهي المنبع والمصدر ، وما سواها فروعٌ وأغصان .. 


المملكة العربية السعودية اليوم ليست مجرَّد دولة تؤدي دورها السياسي فقط ، بل هي روح الأمَّة العربية وقلبها الذي يضخ الحياة في عروقها ، وفي مواقفها تتجلَّى المروءة العربية الأصيلة ، وفي سياساتها يظهر ثبات المبدأ الذي لا يساوم على الكرامة ولا يفرِّط في السيادة .. 


المملكة العربية السعودية هي التي إذا تكلَّمت أصغت جميع العواصم في العالم ، وإذا قررت تحرَّكت الأمَّة ، ومن يظن أنه يستطيع تجاوزها ، فقد تجاوز العروبة نفسها لأن المملكة العربية السعودية لم تأتِ من فراغ ، بل من عمق النسب والموقع والرسالة .. 


العروبة في مفهومها الأصيل ليست شعاراً لغوياً ولا لافتة إعلامية ، بل هي نقاء انتماء وصدق ولاء ، ولذلك بقيت السعودية نقية من الداخل ، فلم تلوثها الشعارات المستوردة ، ولم تجرّها موجات الانتماءات المأجورة التي أفسدت عقولاً وأضاعت هويات ، وفي الوقت الذي تقلَّبت فيه بعض الأمصار الناطقة بالعربية بين قومياتٍ زائفة وشعاراتٍ دخيلة ، بقيت السعودية على الفطرة العربية الأولى وهي فطرة العز والشرف والغيرة والأنفة والصدق في الانتماء .. 


إن أخطر ما يواجه العروبة اليوم ليس عدوّاً من وراء الحدود ، بل اللسان الذي يتكلَّم بالعربية ويحمل في قلبه حقد الشعوبية ، فذلك الذي يتخفَّى بشعار الثقافة أو الحضارة ، ثمَّ يطعن بيت العرب في خاصرته ، وهؤلاء لا يُردُّ عليهم بالجدال ، بل بالحقيقة التي تُخزيهم ، وهي أن السعودية هي الأصل الذي لا يُعادِلُه أصل ، وأن كل ما عداها امتدادٌ لها مهما علا أو ادّعى ، فمن يعاديها يضع نفسه خارج النسب لأن العروبة ليست كلمةً تُقال ، بل دمٌ يجري من رمال الجزيرة إلى كل من ينتمي إليها بحق .. 


ما من قضية عربية إلَّا وكانت السعودية في طليعتها ، لا طمعاً ولا مصلحة ، بل وفاءً للدم والأصل ، وما من أزمة إلا ووجد العرب فيها السند حين تخاذل غيرهم ، فإنها الدولة التي تُعيد التوازن إذا اختلّ ، وتُعيد للكرامة معناها إذا ابتُذلت ، فمنها تُستمد المواقف ، وفيها يُقاس الثبات ، وبها يُعرف من هو العربي الحق ممن تزيَّا بثوبه كذباً .. 


المملكة العربية السعودية ليست مجرَّد دولة بين الدول ، بل هي بيت العرب وعمود خيمتهم ، فمنها كانت البداية ، وفيها البقاء ، وإليها تعود الكلمة إن ضلَّ الطريق ، فلتعلم كل نفسٍ شعوبية ، وكل لسانٍ مأجور ، أن العرب لا بيت لهم إلا هذا ، وأن كل حاقدٍ عليه سيبقى خارج التاريخ كما بقي أجداده على هامشه ، فالعروبة التي لا تنحني للسعودية لا تنتمي إليها ، ومن أراد المجد فليعرف بابه ، فبابه هنا في أرض العز ، حيث ما زال العربي عربيًّا ، وما زالت الكلمة الأولى والأخيرة للبيت الكبير #السعودية_العظمى بيت العرب وأصلهم ومركزهم .


الأستاذ : وليد الزهراني 


شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5530503018128628799

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث